موقف عبدالله بن جعفر
ان لعبدالله بن جعفر مواقف مشرفة بعد وقوع مأساة كربلاء و استشهاد ولديه - و هما عون و عبدالله - في ركاب خالهما أبي عبدالله الحسين عليه السلام.
و مما يمكن أن يستند اليه في توجيه عدم حضوره في كربلاء ما جاء في زيارة الناحية المقدسة المنسوبة للامام الحجة عليه السلام، حيث قال في حق ولده:
«السلام علي محمد بن عبدالله بن جعفر الشاهد مكان أبيه». [1] .
فلعل عذرا لم نعلمه منعه من الحضور.
و مما يرشدنا الي موقفه الايجابي ما ذكره الطبري باسناده عن عبدالرحمن ابن عبيد أبي الكنود قال: «لما بلغ عبدالله بن جعفر بن أبي طالب مقتل ابنيه مع الحسين دخل عليه بعض مواليه و الناس يعزونه، قال - و لا أظن مولاه ذلك الا أبا
اللسلاس - فقال: هذا ما لقينا و دخل علينا من الحسين، قال: فحذفه عبدالله بن جعفر بنعله، ثم قال: يابن اللخناء، أللحسين تقول هذا؟ والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتي أقتل معه، والله انه لمما يسخي بنفسي عنهما ويهون علي المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي و ابن عمي مواسيين له صابرين معه.
ثم أقبل علي جلسائه فقال: الحمدلله عزوجل علي بمصرع الحسين ان لا يكن آست حسينا يدي فقد آساه ولدي». [2] .
پاورقي
[1] زيارة الناحية المقدسة المنسوبة للامام الحجة عليهالسلام.
[2] تاريخ الطبري 357:4. و روي مضمونه الکامل في التاريخ 89:4؛ مقتل الخوارزمي 76:2، و ذکر بعضه في الطبقات (ترجمة الامام الحسين عليهالسلام من القسم غير المطبوع: 85).