بازگشت

رؤيا ابن عباس و اخباره بعض الناس


روي أحمد باسناده عن ابن عباس قال: «رأيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم فيما يري النائم بنصف النهار، و هو قائم أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت بأبي أنت و أمي يا رسول الله، ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين و أصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم، فأحصينا ذلك اليوم، فوجدوه قتل في ذلك اليوم». [1] .


و روي ابن عساكر باسناده عن علي بن زيد بن جدعان قال: «استيقظ ابن عباس من نومه، فاسترجع و قال: قتل حسين والله، فقال له أصحابه: كلا، قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و معه زجاجة من دم، فقال: ألا تعلم ما صنعت أمتي من بعدي؟ قتلوا ابني الحسين و هذا دمه و دم أصحابه أرفعها الي الله عزووجل، قال: فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه، و تلك الساعة، فما لبثوا الا أربعة و عشرين يوما حتي جاءهم الخبر بالمدينة أنه قتل ذلك اليوم، و تلك الساعة». [2] .

و قال الزرندي: و في رواية أن ابن عباس كان في قايلة له، فانتبه من قايلته و هو يسترجع، ففزع أهله فقالوا: ما شأنك؟ مالك؟ قال: رأيت النبي صلي الله عليه و آله و هو يتناول من الأرض شيئا، فقلت: بأبي و أمي يا رسول الله صلي الله عليه و آله ما هذا الذي تصنع؟


قال: دم الحسين أرفعه الي السماء. [3] .

و كيفما كان فقد أيقن ابن عباس بالمأساة، و أخبر الناس بقتل الحسين عليه السلام، و هذا ما صرح به ابن الأثير في قوله: قال ابن عباس: «رأيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم الليلة التي قتل فيها الحسين و بيده قارورة، و هو يجمع فيها دما، فقلت: يا رسول الله ما هذا؟ قال: هذه دماء الحسين و أصحابه أرفعها الي الله تعالي، فأصبح ابن عباس فأعلم الناس بقتل الحسين، و قص رؤياه، فوجد قد قتل في ذلك اليوم». [4] .

و لقد ذكر ابن شهر آشوب فيما رواه خصوصيات لابد من ذكرها، قال: «ان ابن عباس: رأي النبي صلي الله عليه و آله و سلم في منامه بعد [ما] قتل الحسين عليه السلام و هو مغبر الوجه حافي القدمين باكي العينين، و قد ضم حجز قميصه الي نفسه، و هو يقرأ هذه الآية: (و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) [5] و قال: «أني مضيت الي كربلاء و التقطت دم الحسين من الأرض، هو ذا في حجري، و أنا ماض أخاصمهم بين يدي ربي». [6] .


پاورقي

[1] مسند أحمد بن حنبل 283:1. و روي في: المعجم الکبير 116:3، ح 2822؛ عبرات المصطفين 123:2؛ شرح الأخبار 168:3، ح 1110؛ الاستيعاب 381:1؛ تاريخ بغداد 142:1؛ المستدرک علي الصحيحين 398:4؛ مناقب علي بن أبي‏طالب: 78، ح 116 و فيه: «رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و أنا قائل..»؛ مقتل الخوارزمي 94:2؛ ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام من تاريخ دمشق: 385، ح 325؛ دلائل النبوة 471:6؛ الرد علي المتعصب العنيد: 52؛ أسد الغابة 22:1؛ اعلام الوري: 218؛ تذکرة الخواص: 268؛ تاريخ الخلفاء: 166؛ الخصائص الکبري: 126؛ نظم درر السمطين: 217؛ سير أعلام النبلاء 315:3؛ تاريخ الاسلام: 17؛ تلخيص المستدرک 398:4؛ ذخائر العقبي: 158؛ الاصابة 335:1؛ الصواعق المحرقة: 294؛ تهذيب التهذيب 306:2؛ جواهر المطالب 297:2؛ البداية و النهاية 202:8 و قال: «تفرد به أحمد و اسناده قوي»؛ مجمع الزوائد 194:9 و قال: «رجال أحمد رجال الصحيح»؛ تهذيب الکمال 439:6؛ بحارالأنوار 231:45؛ عوالم 510:17، باب 4، ح 1؛ احقاق الحق - الملحقات - 369:11، و غيرهم: انظر: مشکاة المصابيح: 572، الفضائل للقطيعي 780:2 - علي ما في عبرات المصطفين 125:2.

[2] تاريخ مدينة دمشق 237:14 (ط دار الفکر دمشق)؛ مختصر تاريخ دمشق لابن‏عساکر 152:7. و روي في کشف الغمة 56:2؛ کفاية الطالب: 428؛ البداية و النهاية 202:8؛ جواهر المطالب 298:2 بتفاوت يسير، عن ابن أبي‏الدنيا، و غيرهم: احقاق الحق 370:11؛ الدر النظيم (مخطوط) عن السمعاني في أماليه و النظري في الفضائل العلوية: 175 - علي ما في عبرات المصطفين 127:2.

[3] نظم درر السمطين: 218.

[4] الکامل في التاريخ 93:4.

[5] ابراهيم: 42.

[6] المناقب 84:4؛ و نحوه في تسلية المجالس 441:2.