بازگشت

ما رأته أم سلمة في منامها


روي الترمذي باسناده عن سلمي قالت: «دخلت علي ام سلمة و هي تبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم - تعني في المنام - و علي رأسه و لحيته التراب، فقلت: مالك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفا». [1] .


و زاد الباعوني - بعد ذكره خبر سلمي -: ثم قالت: «فعلوها؟ ملأ الله قبورهم و بيوتهم نارا». ثم استقيظت مغشيا عليها. [2] .

و قال الخوارزمي بعد ذكره الخبر: «و جاء في المراسيل أن سلمي المدنية قالت: رفع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الي أم سلمة قارورة فيها رمل من الطف، و قال لها: اذا تحول هذا دما عبيطا فعند ذلك يقتل الحسين، قالت سلمي: فارتفعت واعية من حجرة أم سلمة فكنت أول من أتاها، فقلت لها: ما دهاك يا أم المؤمنين؟ قالت: رأيت رسول الله في المنام و التراب علي رأسه، فقلت: ما لك؟ قال: وثب الناس علي ابني فقتلوه، و قد شهدته قتيلا الساعة، فاقشعر جلدي و انتبهت و قمت الي القارورة، فوجدتها تفور دما، قالت سلمي: و رأيتها موضوعة بين يديها». [3] .

روي الشيخ الصدوق رحمه الله باسناده عن أبي البختري و هب بن وهب عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام عن أم سلمة سلمة رضي الله عنها «أنها أصبحت يوما تبكي، فقيل لها: ما لك؟ قالت: لقد قتل ابني الحسين عليه السلام، و ما رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله منذ مات الا الليلة، فقلت: بأبي أنت و أمي، مالي أراك شاحبا؟ فقال: لم أزل منذ الليلة أحفر قبر الحسين و قبور أصحابه». [4] .

و ذكر الشيخ الطوسي باسناده عن عبدالله بن عباس قال: «بينا أنا راقد في منزلي اذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه و آله فخرجت يتوجه بي قائدي الي منزلها، و أقبل أهل المدينة اليها الرجال و النساء، فلما انتهيت اليها قلت: يا أم المؤمنين، ما بالك تصرخين و تغوثين؟ فلم تجبني، و أقبلت علي


النسوة الهاشميات و قالت: يا بنات عبدالمطلب، اسعدنني و ابكين معي، فقد و الله قتل سيدكن و سيد شباب أهل الجنة، قد و الله قتل سبط رسول الله و ريحانته الحسين، فقيل: يا أم المؤمنين، و من أين علمت ذلك؟ قالت: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام الساعة شعثا مذعورا، فسألته عن شأنه ذلك، فقال: قتل ابني الحسين و أهل بيته اليوم، فدفنتهم، و الساعة فرغت من دفنهم، قالت: فقمت حتي دخلت البيت، و أنا لا أكاد أن أعقل، فنظرت فاذا بتربة الحسين التي أتي بها جبرئيل من كربلاء، فقال: اذا صارت هذه التربة دما فقد قتل ابنك، و أعطانيها النبي صلي الله عليه و آله، فقال: اجعلي هذه التربة في زجاجة - أو قال: في قارورة - و لتكن عندك، فاذا صارت دما عبيطا فقد قتل الحسين، فرأيت القارورة الآن، و قد صارت دما عبيطا تفور، قال: و أخذت أم سلمة من ذلك الدم، فلطخت به وجهها، و جعلت ذلك اليوم مأتما و مناحة علي الحسين عليه السلام، فجاءت الركبان بخبره و أنه قد قتل في ذلك اليوم.

قال عمرو بن ثابت: قال أبي: فدخلت علي أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام منزله، فسألته عن هذا الحديث، و ذكرت له رواية سعيد بن جبير هذا الحديث عن عبدالله بن عباس، فقال أبوجعفر عليه السلام: حدثنيه عمر بن أبي سلمة عن أمه ام سلمة.

قال ابن عباس - في راوية سعيد بن جبير عنه قال -: فلما كانت الليلة رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله في منامي أغبر أشعث، فذكرت له ذلك و سألته عن شأنه، فقال لي: ألم تعلمي أني فرغت من دفن الحسين وأصحابه.

قال عمرو بن أبي المقدام: فحدثني سدير عن أبي جعفر عليه السلام أن جبرئيل جاء الي النبي صلي الله عليه و آله بالتربة التي يقتل عليها الحسين عليه السلام، قال أبوجعفر: فهي عندنا». [5] .


و روي الفقيه ابن حمزة عن الامام الباقر عليه السلام:

«فلما كانت تلك الليلة التي صبيحتها قتل الحسين بن علي صلوات الله عليهما فيها، أتاها (أم سلمة) رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام أشعث باكيا مغبرا، فقالت: يا رسول الله، مالي أراك باكيا مغبرا أشعث؟ فقال: دفنت ابني الحسين عليه السلام و أصحابه الساعة. فانتبهت أم سلمة رضي الله عنها، فصرخت بأعلي صوتها، فقالت: وا ابناه، فاجتمع أهل المدينة، و قالوا لها: ما الذي دهاك؟ فقالت: قتل ابني الحسين بن علي صلوات الله عليهما، فقالوا لها: و ما علمك [بذلك]؟ قالت: أتاني في المنام رسول الله صلوات الله عليه باكيا أشعث أغبر، فأخبرني أنه دفن الحسين و أصحابه الساعة، فقالوا: أضغاث أحلام، فقالت: مكانكم، فان عندي تربة الحسين عليه السلام، فأخرجت لهم القارورة فاذا هي دم عبيط». [6] .


پاورقي

[1] الجامع الصحيح، سنن الترمذي 657:5، باب 31 مناقب الحسن و الحسين، ح 3771. و رواه: المعجم الکبير 373:23 ح 882؛ المستدرک 19:4؛ تاريخ دمشق، ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام: 388، ح 328؛ کفاية الطالب: 433؛ اسد الغابة 22:1؛ الخصائص الکبري 126:2؛ البداية و النهاية 202:8؛ سير أعلام النبلاء 316:3؛ تاريخ الاسلام: 17؛ الصواعق المحرقة: 294؛ تهذيب التهذيب 307:2، تلخيص المستدرک 19:4؛ تهذيب الکمال 439:2 و انظر: مصابيح السنة: 207؛ مقتل الخوارزمي 96:2؛ أسماء الرجال (للذهبي) 141:2؛ جامع الأصول (لابن‏الأثير) 24:10؛ المختار في مناقب الأخبار: 22؛ ذخائر العقبي: 148؛ نظم درر السمطين: 217؛ تهذيب التهذيب 353:2 - علي ما في احقاق الحق 355:11.

[2] جواهر المطالب 298:2.

[3] مقتل الخوارزمي 96:2؛ بحارالأنوار، 232:45.

[4] أمالي الصدوق: 202، المجلس 29، ح 217. و رواه الشيخ المفيد في أماليه ص 319، المجلس 38، ح 6، کذا: أمالي الطوسي: 90، المجلس 3، ح 140؛ و روضة الواعظين: 170.

[5] أمالي الطوسي: 315، مجلس 11، ح 640. و رواه ابن‏شهر آشوب عن أحمد في المسند عن أنس و الغزالي في «کيمياء السعادة» و ابن‏بطة في «الابانة» من خمسة عشر طريقا و ابن‏حبيش التميمي (المناقب 55:4، عنه العوالم 507:17 ح 1؛ بحارالأنوار، 227:45، ح 22).

[6] الثاقب في المناقب: 330، ح 272. وروي نحوه أبوعبدالله الحسين بن حمدان الخصيبي (الهداية الکبري: 203)، و غيره، انظر: اثبات الوصية: 262؛ عيون المعجزات: 69؛ الصراط المستقيم 179:2، ح 7؛ مدينة المعاجز 489:3 ح 1003؛ معالم الزلفي: 91.