بازگشت

المدينة قبل وصول خبر مقتل الامام الحسين


كانت المدينة المنورة تترقب سماع خبر أعظم حادثة و أكبر كارثة و أفضع فاجعة في العالم.. كيف لا و هو خبر قتل من قال جده سيد الكائنات في حقه: «حسين مني و أنا من حسين». [1] .

ان بعض أقرباء النبي صلي الله عليه و آله و أصحابه كانوا يعلمون بمصير الحسين عليه السلام اجمالا، و ذلك عبر ما سمعوه عن صاحب الرسالة صلي الله عليه و آله مباشرة أو بالواسطة، فانهم - و ان فاتهم الفوز العظيم، أو قصروا في سبيل نصرة ابن بنت نبيهم عليه السلام -و لكن ذلك لم يمنعهم أن يعيشوا في حالة من الخوف و القلق، و ترقب الأحداث!

لقد قامت زوجة الرسول الكريم صلي الله عليه و آله ام سلمة - التي حصلت علي شرف العلم و المعرفة و أصبحت موضع سر الرسول صلي الله عليه و آله - بدورها العظيم تجاه هذه المأساة، اذ استودعها النبي صلي الله عليه و آله تربة من تراب كربلاء قبل مقتل الحسين عليه السلام بسنوات عديدة، و لقد احتفظت بها، و صار احمرارها علامة تحقق المأساة. و هي التي روت أحاديث كثيرة في هذا الشأن، كما ستري.


و روي ابن عباس بدوره عدة روايات حول هذا الموضوع، و اتخذ مواقف جيدة - و لا نريد بذلك توجيه عدم حضورة في كربلاء.

و ثمة بعض القصائد و الأشعار التي ربما نسبت الي الجن، و انها و ان كانت بموضع من الامكان بل الوقوع، فان مصيبة قتل الحسين عليه السلام شملت الكون بكامله و الخلائق بأجمعها، و الموجودات كلها، الا أن هناك احتمالا آخر و هو صدورها من بعض الناس الموالين لأبي عبدالله الحسين عليه السلام و محبي أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله، أو أن بعضها كذلك، و لا ضير بأن نجمع حصول كلا الأمرين و تحققهما - أي صدور بعضها من الجن و بعضها من شيعة الامام من الانس.

كما رويت بعض المنامات و الرؤي الصادقة من أمثال ام سلمة و ابن عباس و غيرهما تناقلها الناس و أثرت في أوساط المجتمع الذي تهيأ لسماع خبر الفاجعة.

و لا ننسي أن الآيات السماوية و الأرضية الكثيرة التي حصلت في مناطق عديدة بعد مقتل الامام الحسين عليه السلام خلقت الجو المناسب لذلك.

و اليك - أيها القاري ء الكريم - بعض النصوص التي تعالج هذا الموضوع و تبين ما جري في هذه الفترة من الزمان.


پاورقي

[1] تهذيب التهذيب 299:2 و....