بازگشت

حسن المعاملة في الطريق


قال ابن سعد: «و أمر - يزيد - الرسل الذين وجههم معهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا و متي شاءوا». [1] .

و ذكرنا عن الدينوري أن يزيد وجه معهم رجلا معهم في ثلاثين فارسا يسير أمامهم و ينزل حجرة عنهم حتي انتهي بهم الي المدينة. [2] .

قال الشيخ المفيد رحمه الله: «و أنفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولا تقدم اليه أن يسير بهم في الليل، و يكونوا أمامه، حيث لا يفوتون طرفه، فاذا نزلوا تنحي عنهم، و تفرق هو و أصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، و ينزل منهم حيث اذا أراد انسان من جماعتهم وضوءا أو قضاء حاجة لم يحتشم، فسار معهم في جملة النعمان، و لم يزل ينازلهم في الطريق، و يرفق بهم - كما وصاه يزيد - و يرعونهم حتي دخلوا المدينة». [3] .

و قال الشبلنجي: «ثم ان يزيد ذلك أمر النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم الي المدينة الشريفة، و سير معهم رجلا أمينا من أهل الشام في خيل


سيرها صحبتهم.. و أوصي بهم الرسول الذي سيره صحبتهم، و كان يسايرهم و هو و خيله التي معهم، فيكون الحريم قدام بحيث أنهم لا يفوتون، فاذا نزلوا تنحي عنهم ناحية هو و أصحابه، و كانوا حولهم كهيئة الحرس، و كان يسألهم عن حالهم، و يتلطف بهم في جميع أمورهم، و لا يشق عليهم في مسيرهم، الي أن دخلوا المدينة». [4] .

و مما يدل علي ذلك ما رواه الطبري عن أبي مخنف قال: «قال الحارث بن كعب: قالت لي فاطمة بنت علي: قلت لأختي زينب: يا أخية، لقد أحسن هذا الرجل الشامي الينا في صحبتنا، فهل لك أن نصله؟

فقالت: والله ما معنا شي ء نصله به الا حلينا!

قلت لها: فنعطيه حلينا؟

قالت: فأخذت سواري و دملجي، و أخذت أختي سوارها و دملجها، فبعثنا بذلك اليه، و اعتذرنا اليه، و قلنا له: هذا جزاؤك بصحبتك ايانا بالحسن من الفعل.

قالت: فقال: لو كان الذي صنعت انما هو للدنيا كان في حليكن ما يرضيني، و لكن والله ما فعلته الا لله، و لقرابتكم من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم». [5] .

لعل المقصود من هذا الرجل الشامي هو محرز بن حريث الكلبي أو رجل من بهرا الذي عبر عنهما ابن سعد بقوله: و كانا من أفاضل أهل الشام [6] ، و ان كان


المستفاد مما نقله ابن نما و الباعوني أن المتولي لذلك هو نعمان بن بشير [7] ، و لكنه أنصاري مدني، فلا يشمله اطلاق كونه الرجل الشامي، الا اذا قيل انه صار شاميا بعد ما استوطنه! - أي هو شامي الهوي مدني الأصل! -.



پاورقي

[1] الطبقات: 84 (ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام من القسم غير المطبوع).

[2] الأخبار الطوال: 261.

[3] الارشاد 122:2. و روي نحوه في: تاريخ الطبري 354:4؛ الکامل في التاريخ 88:4؛ مقتل الخوارزمي 74:2؛ اعلام الوري: 249؛ روضة الواعظين 192:1؛ تسلية المجالس 399:3؛ بحارالأنوار، 146:45 - عن صاحب المناقب - بتفاوت يسير جدا.

[4] نور الأبصار: 132.

[5] تاريخ الطبري 254:4. و روي نحوه: الکامل في التاريخ 84:4، و فيه: «فأخرجنا سوارين و دملجين فبعثنا بها اليه و اعتذرنا..»؛ مقتل الخوارزمي 74:2؛ البداية و النهاية 197:8؛ بحارالأنوار، 146:45 - عن صاحب المناقب - بتفاوت يسير جدا.

[6] الطبقات الکبري: 84 (ترجمة الامام الحسين من القسم غير المطبوع).

[7] مثير الأحزان: 106؛ جواهر المطالب 295:2.