بازگشت

يزيد يعتذر من الامام علي بن الحسين


قال السيد محمد بن أبي طالب: «و لم يكن أحد من أكثر الناس في جميع الآفاق راضيا بفعله، فلذلك أبدي الاعتذار و ركن الي الانكار، خوفا أن يفتق عليه فتق لا يرتق، و أن ينفتح عليه باب من الشر لا يغلق، فاعتذر و أني له الاعتذار». [1] .

قال الشيخ المفيد رحمه الله: «و لما أراد أن يجهزهم دعا علي بن الحسين عليهماالسلام، فاستخلاه، ثم قال له: لعن الله ابن مرجانة، أم والله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة أبدا الا أعطيته اياها! و لدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، و لكن الله قضي ما رأيت، كاتبني من المدينة و أنه كل حاجة تكون لك.

و تقدم بكسوته و كسوة أهله». [2] .

و أعرض عنه الامام لأن كلامه لم يكن الا تهربا مما لحقه من الخزي و العار.

قال ابن سعد: «و قال - يزيد - لعلي بن حسين: ان أحببت أن تقيم عندنا فنصل رحمك و نعرف لك حقك فعلت، و ان أحببت أن أردك الي بلادك و أصلك.

قال: بل تردني الي بلادي.

فرده الي المدينة و وصله». [3] .

و قال الخوارزمي: و روي أن يزيد عرض عليهم المقام بدمشق، فأبوا ذلك


و قالوا: «ردنا الي المدينة، لأنها مهاجرة جدنا»، فقال للنعمان بن بشير: «جهز هؤلاء بما يصلحهم و ابعث معهم رجلا من أهل الشام أمينا صالحا، و ابعث معهم خيلا و أعوانا»، ثم كساهم و حباهم و فرض لهم الأرزاق و الأنزال. [4] .

و قال القاضي نعمان: و أمر - يزيد - باطلاق علي بن الحسين عليه السلام، و خيره بين المقام عنده أو الانصراف، فاختار الانصراف الي المدينة فسرحة. [5] .

و قال: و لما بلغ من النداء علي رأس الحسين عليه السلام و الاستهانة [بحرمه] و نساء من قتل معه من أهل بيته ما أراده، و علي عليه السلام علي حاله من العلة، و ما أراده الله تعالي من سلامتة، و أن لا تنقطع الامامة بانقطاعه، فسرحهم يزيد اللعين، و انصرف الي المدينة. [6] .


پاورقي

[1] تسلية المجالس 403:2.

[2] الارشاد 122:2. و روي نحوه: أعلام الوري: 249؛ و روي مضمونه: تاريخ الطبري 353:4؛ الکامل في التاريخ 87:4؛ الاحتجاج 135:2 - عنه بحارالأنوار، 162:45 ح 6؛ روضة الواعظين 192:1؛ مقتل الخوارزمي 74:2؛ البداية و النهاية 197:8؛ تسلية المجالس 399:2؛ بحارالأنوار، 145:45 - عن صاحب المناقب.

[3] الطبقات: 84 (ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام من القسم غير المطبوع)؛ و نحوه في: الطبقات الکبري 212:5 (ترجمة الامام علي بن الحسين عليهماالسلام). و روي مضمونه: المنتظم 345:5؛ تذکرة الخواص: 265؛ و مرآة الزمان: 101 - علي ما في عبرات المصطفين 351:2.

[4] مقتل الخوارزمي 74:2.

[5] شرح الأخبار 159:3.

[6] المصدر نفسه 252:2.