بازگشت

استشارة يزيد وجوه أهل الشام


روي ابن عبد ربه عن علي بن عبد العزيز عن محمد بن الضحاك بن عثمان الخزامي عن أبيه قال: «... [قال يزيد]: ما ترون يا أهل الشام في هؤلاء؟

فقال له رجل: لا تتخذ من كلب سوء جروا.

قال النعمان بن بشير الأنصاري: انظر ما كان يصنعه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لو رآهم في هذه الحالة، فاصنعه بهم.

قال: صدقت، خلوا عنهم، و اضربوا عليهم القباب.

و أمال عليهم المطبخ و كساهم و أخرج اليهم جوائز كثيرة، و قال: لو كان بين ابن مرجانة و بينهم نسب ما قتلهم! ثم ردهم الي المدينة». [1] .

ان المستفاد من النصوص أن هذه المحادثة و الاستشارة حصلت في آخر أيام مقام أهل البيت عليهم السلام في الشام، لا ما هو المترائي من بعض الكتب من أنه جرت
في مجلس يزيد العام، لأننا قد ذكرنا شواهد عديدة بأن المجالس قد تكررت، و ان لم تكن علي حد سواء من حيث الأهمية، فحينئذ يريد يزيد أن يجد مفرا لكي يخلص نفسه من هذه الواقعة التي هزت أركان حكومته، و مما يؤيد ذلك هو ما أورده القاضي نعمان بقوله:

ثم قال: يا أهل الشام ما ترون في هؤلاء؟

فقال قائلهم: قد قتل (كذا) و لا تتخذ جروء من كلب سوء.

فقال النعمان بن بشير: انظر ما كنت تري أن رسول الله صلي الله عليه و آله يفعله فيهم لو كان حيا، فافعله.

فبكي يزيد، فقالت فاطمة بنت الحسين عليه السلام: «يا يزيد ما تقول في بنات رسول الله صلي الله عليه و آله سبايا عندك». فاشتد بكاؤه! حتي سمع ذلك نساؤه! فبكين حتي سمع بكاءهن من كان في مجلسه.

و قيل: ان ذلك بعد أن أجلسهن في منزل لا يكنهن من برد و لا حر، فأقاموا فيه شهرا و نصف، حتي اقشرت وجوههن من حر الشمس، ثم أطلقهم. [2] .


پاورقي

[1] العقد الفريد 131:5؛ الامامة و السياسة 8:2؛ جواهر المطالب 271:2؛ مقتلل الخوارزمي 65:2؛ مثير الأحزان: 98؛ الملهوف: 218.

[2] شرح الأخبار 268:3.