بازگشت

يزيد يظهر الندامة و يلعن ابن مرجانة


و اضطر يزيد الي أن يظهر الندامة علي ما ارتكبه في شأن قتل سيد الشهداء الامام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام و أصحابه الكرام الأوفياء، و بادر بلعن عامله علي الكوفة عبيدالله بن زياد؛ و ذلك نتيجة لعدة أمور:

1- الاستنكار الشعبي العام: بحيث بلغه بغض الناس له و لعنهم و سبهم


اياه، و هذا الاستنكار شمل المسلمين كافة، حيث صرح يزيد هو بنفسه قائلا: «لعن الله ابن مرجانة! لقد بغضني الي المسلمين و زرع لي في قلوبهم البغضاء» [1] ، «لعن الله ابن مرجانة.. لقد زرع لي ابن زياد في قلب البر و الفاجر و الصالح و الطالح العداوة». [2] .

و قال جلال الدين السيوطي: «و لما قتل الحسين و بنو أبيه، بعث ابن زياد برؤوسهم الي يزيد، فسر بقتلهم أولا، ثم ندم لما مقته المسلمون علي ذلك، و أبغضه الناس، و حق لهم أن يبغضوه». [3] .

و قال الشيخ الصبان: «ثم ندم لما مقته المسلمون علي ذلك و أبغضه العالم». [4] .

2- الاستنكار الخاص و ذلك في:

أ) وجوه أهل الشام: قال سبط ابن الجوزي: «و لما فعل يزيد برأس الحسين ما فعل تغيرت وجوه أهل الشام، و أنكروا عليه ما فعل». [5] .

ب) عسكر يزيد: روي ابن الجوزي عن مجاهد - بعد ذكر تمثل يزيد بأشعار ابن الزبعري -: «نافق فيها، ثم والله ما بقي عسكره أحد الا تركه، أي عابه و ذمه». [6] .

ج) استنكار بيت يزيد: و قد ذكرناه تفصيلا آنفا.


فظهر أن تظاهر يزيد بالندامة و لعنه ابن مرجانة ما كان الا خوفا علي زوال ملكه و فناء نفسه الخبيثة، و لم يكن الا عن مكر و خدعة و كذب و زور.

هذا هو لب الواقع، و أما الظاهر فهناك بعض الروايات تعالج جانبا من هذا الموضوع، و مع ذلك فيها أمور منكرة مدسوسة من قبل محبي بني أمية، و لابد من الانتباه لها.

قال ابن الأثير: «و قيل: و لما وصل رأس الحسين الي يزيد حسنت حال ابن زياد عنده، و زاده و وصله و سره ما فعل، ثم لم يلبث الا يسيرا حتي بلغه بغض الناس له و لعنهم و سبهم، فندم علي قتل الحسين، فكان يقول: و ما علي لو احتملت الأذي، و أنزلت الحسين معي في داري، و حكمته فيما يريد و ان كان علي في ذلك و هن في سلطاني، حفظا لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و رعاية لحقه و قرابته، لعن الله ابن مرجانة، فانه اضطره، و قد سأله أن يضع يده في يدي، أو يلحق بثغر حتي يتوفاه الله، فلم يجبه الي ذلك فقتله، فبغضني بقتله الي المسلمين، و زرع في قلوبهم العداوة، فأبعضني البر و الفاجر بما استعظموه من قتلي الحسين، ما لي و لابن مرجانة، لعنه الله و غضب عليه». [7] .


پاورقي

[1] تذکرة الخواص: 265.

[2] المصدر السابق: 261.

[3] تاريخ الخلفاء 166.

[4] اسعاف الراغبين: 188.

[5] مرآة الزمان: 100 (علي ما في عبرات المصطفين 284:2).

[6] الرد علي المتعصب العنيد: 47. و روي نحوه البداية و النهاية 192:8.

[7] الکامل في التاريخ 87:4. و روي نحوه في تذکرة الخواص: 265؛ سير أعلام النبلاء 37:3؛ تاريخ الاسلام: 20، عن محمد بن جرير عن يونس بن حبيب.