بازگشت

اقامة عزاء الحسين في بيت الطاغية


ان أهل بيت الحسين عليه السلام بدلوا بيت يزيد الي موضع اقامة العزاء و المأتم علي الحسين عليه السلام، حيث صرح المؤرخين بقوله: «و أقمن المأتم» [1] ، و ذلك بعد ورودهن بيت يزيد.

و صرح بعض آخر بأنهن أقمن المأتم علي الحسين ثلاثة أيام. [2] .

و انقلب الأمر علي اللعين يزيد بن معاوية حتي التجأ هو لاقامة المأتم علي


الحسين عليه السلام ثلاثا!!

قال ابن سعد: «و أمر - يزيد - نساء آل أبي سفيان، فأقمن المأتم علي الحسين ثلاثة أيام، فما بقيت منهن امرأة الا تلقتنا تبكي و تنتحب، و نحن علي حسين ثلاثة». [3] .

و قال البلادزي: «و صيح نساء من نساء يزيد بن معاوية و ولولن حين أدخل نساء الحسين عليهن و أقمن علي الحسين مأتما، و يقال أن يزيد أذن لهن في ذلك». [4] .

و قال السيد ابن طاووس: «ثم جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسين عليه السلام و تنادي يا حبيباه، يا سيداه، يا سيد أهل بيتاه، يابن محمداه، يا ربيع الأرامل و اليتامي، يا قتيل أولاد الأدعياء.

قال الراوي فأبكت كل من سمعها». [5] .

و المستفاد من بعض النصوص أن مأتم الحسين استمر أكثر من ذلك - و لعل التحديد بثلاثة أيام راجع الي ما أمره يزيد باقامة المأتم -، مثل ما رواه العلامة المجلسي رحمه الله عن بعض مؤلفات أصحابنا، فانه بعدما نقل رؤيا زوجة يزيد قال: «فلما أصبح [يزيد] استدعي حرم رسول الله صلي الله عليه و آله فقال لهن: أيما أحب اليكن، المقام عندي أو الرجوع الي المدينة؟ و لكم الجائزة السنية!


قالوا: نحب أولا أن ننوح علي الحسين.

قال: افعلوا ما بدا لكم.

ثم اخليت لهن الحجر و البيوت في دمشق، و لم تبق هاشمية و لا قرشية الا و لبست السواد علي الحسين، و ندبوه علي ما نقل سبعة أيام..». [6] .

بل لابد أن يقال: ان العزاء و النوح علي الحسين عليه السلام استمر طيلة مقامهم في دمشق، لأنه لم تكن مجرد سكب الدموع و جريانها، بل هي رسالة دم الحسين الذي هز أركان سلطة يزيد، بل طريق زوال كل ظالم مشي علي نهج يزيد.

قال ابن أعثم: «و أقاموا أياما يبكون و ينوحون علي الحسين رضي الله عنه». [7] .

قال ابن نما: «و كانت النساء مدة مقامهن بدمشق ينحن عليه بشجو و أنة، و يندبن بعويل ورنة، و مصاب الأسري عظم خطبه، و الأسي لكلم الثكلي عال طبه». [8] .

و قال السيد ابن طاووس: «و كانوا مدة مقامهم في البلد المشار اليه ينوحون علي الحسين عليه السلام». [9] .


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 355:4؛ الکامل في التاريخ 86:4؛ تذکرة الخواص: 265؛ روضة الواعظين 191:1؛ جواهر المطالب 295:2.

[2] تاريخ الطبري 353:4؛ الکامل في التاريخ 87:4؛ مقتل الخوارزمي 73:2؛ تسلية المجالس 399:2؛ بحارالأنوار، 142:45.

[3] الطبقات الکبري: 83. و روي نحوه في تذکرة الخواص: 262؛ مرآة الزمان: 100 (علي ما في عبرات المصطفين 289:2) و فيه: قالت سکينة: فما تلقتنا (ظ) منهن امرأة الا و هي تبکي و تنتحب؛ و سير أعلام النبلاء 303:3.

[4] أنساب الأشراف 417:3.

[5] الملهوف: 213. و رواه السيد محمد بن أبي‏طالب (تسلية المجالس 384:2).

[6] بحارالأنوار، 196:45.

[7] الفتوح 185:2.

[8] مثير الأحزان: 102.

[9] الملهوف: 219.