بازگشت

دور سكينة بنت الحسين


قال الشيخ المفيد: «سكينة بنت الحسين.. أمها الرباب بنت امري ء القيس بن عدي، كلبية، و هي ام عبدالله بن الحسين..». [1] .

ولها دور مهم في جميع مراحل النهضة الحسينية، و منها في مجلس يزيد، فهي تسير علي نهج أخيها الامام السجاد عليهماالسلام و عمتها زينب الكبري عليهاالسلام. و تقصد تحقيق نفس الأهداف، و تتوسل بذات الأساليب، فلذلك نري أنها تقوم بتعريف الأساري بأنهم من آل محمد، لكي تسيطر علي الجو المسموم اعلاميا.

روي الحميري باسناده عن عبدالله بن ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهماالسلام قال: لما قدم علي يزيد بذراري الحسين أدخل بهن نهارا مكشوفات وجوههن، فقال أهل الشام الجفاة: ما رأينا سبيا أحسن من هؤلاء فمن أنتم؟ فقالت سكينة بنت الحسين: نحن سبايا آل محمد». [2] .

و نري أنها تواجه يزيد بكل صلابة، و تجبره علي التراجع في الموقف، بحيث يظهر الندامة و يجعل المسؤولية علي عاتق ابن مرجانة كذبا وزورا.


قال ابن سعد: «و قالت له سكينة بنت حسين: يا يزيد، بنات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [سبايا؟]. [3] .

فقال: يا بنت أخي! هو والله علي أشد منه عليك!

و قال: أقسمت بالله لو أن بين ابن زياد و بين حسين قرابة ما أقدم عليه، و لكن فرقت بينه و بينه سمية!

و قال: قد كنت أرضي من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين، فرحم الله أباعبدالله، عجل ابن زياد، أما والله لو كنت صاحبه ثم لم أقدر علي دفع القتل عنه الا بنقص بعض عمري لأحببت أن أدفعه عنه! و لوددت أني أتيت به سلما». [4] .

قال الشيخ الصدوق رحمه الله: ثم أدخل نساء الحسين عليه السلام علي يزيد بن معاوية، فضمن نساء آل يزيد و بنات معاوية و أهله، و ولو لن و أقمن المأتم، و وضع رأس الحسين بين يديه، فقالت (سكينة بنت الحسين): والله ما رأيت أقسي قلبا من يزيد، و لا رأيت كافرا و لا مشركا شرا منه و لا أجفي منه، [5] و أقبل يقول و ينظر الي الرأس:



ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل [6] .





پاورقي

[1] الارشاد 135:2.

[2] قرب الاسناد: 26، ح 88، عنه بحارالأنوار 169:45 ح 15.

[3] أخذناه من سير أعلام النبلاء و غيره.

[4] الطبقات الکبري (ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام من القسم غير المطبوع): 83. و نحوه في مرآة الزمان: 100 - علي ما في عبرات المصطفين 288:2 -؛ سير أعلام النبلاء 303:3 بتفاوت يسير.

[5] و في الکامل في التاريخ: 85:4؛ و الفصول المهمة: 195؛ و مرآة الزمان: 101 (مخطوط علي ما في عبرات المصطفين: 283:2): «ما رأيت کافرا بالله خيرا من يزيد بن معاوية».

أقول: لعل المقصود ب«خيرا» أي خير ما تکون الرؤية، أي هو واضح الکفر لامؤونة في تبين ذلک منه. ان لم نقل: ان بعض محبيه أراد التخفيف من قبح ما اجترحه فاقترف ما شاء و أضاف هذه المفتريات!.

[6] أمالي الصدوق: 230، عنه بحارالأنوار 154:45. و روي نحوه في روضة الواعظين 191:1.