بازگشت

زينب الكبري في مجلس يزيد


انها بنت علي و فاطمة، و اخت الحسن و الحسين، قد تربت في أحضان النبوة و الولاية، و هي اليوم بطلة المعركة تقف أمام الطاغي بكل صلابة، و تكلمه بتمام الشجاعة، لأنها تري الواقع الثابت عند الله، و تعلم بأن أخاها و مسيره الغالبان، و الطاغي هو المخذول المغلوب علي أمره، و لأجل ذلك نري أنه لم يدركها الهول و الفزع، و تقوم برسالتها و بواجبها امتدادا لثورة كربلاء و تجسيدا رائعا لقيمها الكريمة و أهدافها السامية.

فهي تتكلم في وقت الكلام و تسكت في وقت السكوت. حينما يسألها يزيد بكلامه (تكلميني؟!) تجعل المسؤولية علي عاتق علي بن الحسين عليه السلام بقولها: هو المتكلم [1] ، حتي تعرف الامام و الحجة و قائد المسيرة، و حينما يكون الوقت مقتضيا نري أنها تأخذ بزمام الكلام و تنطق بكلمات عالية تكشف عن كونها تربت في مدرسة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

قال القندوزي: «ثم أمر يزيد الملعون أن يحضروا عنده حرم الحسين و أهل بيته، قالت زينب:

يا يزيد أما تخاف الله و رسوله من قتل الحسين؟ و ما كفاك ذلك حتي تستجلب بنات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من العراق الي الشام! و ما كفاك حتي تسوقنا اليك كما تساق الاماء علي المطايا بغير وطاء! و ما قتل أخي الحسين سلام الله عليه أحد غيرك يا يزيد، و لولا أمرك ما يقدر ابن مرجانة أن يقتله، لأنه كان أقل عددا و أذل نفسا، أما خشيت من الله بقتله و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيه و في أخيه: «الحسن و الحسين


سيدا شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين»؟، فان قلت لا فقد كذبت، و ان قلت نعم فقد خصمت نفسك و اعترفت بسوء فعلك.

فقال: «ذرية يتبع بعضها بعضا». و بقي يزيد خجلا ساكتا». [2] .

و في هذا الخطاب نقاط لابد من الالتفات اليها:

1) التركيز علي الانتساب لرسول الله صلي الله عليه و آله و ذلك لأجل كسر حاجز الخوف الاعلامي المشوه و المسموم.

2) التركيز علي جعل مسؤولية قتل الامام الحسين عليه السلام علي عاتق يزيد، و عدم امكانه من التخلي عنه، و أنه لولاه لما تمكن ابن مرجانة أن يرتكبه.

3) تأثير كلام زينب الكبري، بحيث أن يزيد لم يحر جوابا.


پاورقي

[1] المناقب 173:4.

[2] ينابيع المودة 92:3.