بازگشت

كيفية دخول أساري آل البيت


قال الشيخ المفيد و الطبرسي: «و لم يكن علي بن الحسين عليه السلام يكلم أحدا من القوم في الطريق كلمة حتي بلغوا - أي الشام - فلما انتهوا الي باب يزيد رفع مجفر بن ثعلبة صوته فقال: هذا مجفر بن ثعلبة أتي أميرالمؤمنين باللئام الفجرة، فأجابه علي بن الحسين عليهماالسلام: ما ولدت أم مجفر أشر و ألأم». [1] .

و نسبت هذه الاجابة الي يزيد - و هو الأنسب -. [2] .

فمن الذين نسبوا هذه الاجابة الي يزيد: البلاذري [3] و ابن سعد [4] و الطبري [5] .


و ابن نما [6] و ابن الأثير [7] و ابن كثير [8] و الذهبي [9] و الخوارزمي. [10] . بتفاوت يسير بينهم.

قال البلاذري: «ثم سرح (عبيدالله) بهم (الأساري) مع محفز بن ثعلبة من عائذة قريش و شمر بن ذي الجوشن و قوم يقولون بعث مع محفز برأس الحسين أيضا، فلما وقفوا بباب يزيد رفع محفز صوته فقال: يا أميرالمؤمنين هذا محفز بن ثعلبة أتاك باللئام الفجرة، فقال يزيد: ما تحفزت عنه أم محفز ألأم و أفجر». [11] .

أقول: ويل لمن كفره نمرود!

و قال الطبري و ابن الأثير: «فدعا عبيدالله بن زياد محفز بن ثعلبة و شمر بن ذي الجوشن فقال: انطلقوا بالثقل و الرأس الي أميرالمؤمنين يزيد بن معاوية، فخرجوا حتي قدموا علي يزيد، فقام محفز بن ثعلبة فنادي بأعلي صوته: جئنا برأس أحمق الناس و ألأمهم. فقال يزيد: ما ولدت أم محفز ألأم و أحمق، و لكنه قاطع ظالم». [12] .

و قال ابن سعد: «و قدم برأس الحسين مخفر بن ثعلبة العائذي - عائذة قريش - علي يزيد، فقال: أتيتك يا أميرالمؤمنين برأس أحمق الناس و ألأمهم. فقال يزيد: ما ولدت أم مخفر أحمق و ألأم، لكن الرجل لم يقرأ كتاب الله (تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء) (آل عمران: 26) «. [13] .


و روي الخوارزمي باسناده عن مجاهد «أن يزيد حين أتي برأس الحسين بن علي و رؤوس أهل بيته قال ابن محفز: يا أميرالمؤمنين جئناك برؤوس هؤلاء الكفرة اللئام! فقال يزيد: ما ولدت أم محفز أكفر و ألأم و أذم». [14] .

و أظن أن الرأس أدخل ثانيا مع محفز في مجلس يزيد، لأنه أدخل مع زحر بن قيس في المرة الأولي كما ذكرناه - و كان ذاك مجلسه الخاص - و في المرة الثانية أدخل في مجلسه العام مع هذا الرجس الخبيث.

و أما كيفية الورود فلقد روي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: «لما أدخل رأس الحسين بن علي عليهماالسلام علي يزيد لعنه الله و أدخل عليه علي بن الحسين و بنات أميرالمؤمنين عليه السلام كان علي بن الحسين مقيدا مغلولا». [15] .

و عن الامام الباقر عليه السلام: «قدم بنا علي يزيد بن معاوية لعنه الله بعد ما قتل الحسين و نحن اثنا عشر غلاما ليس منا أحد الا مجموعة يداه الي عنقه و فينا علي بن الحسين..». [16] .

و في مقتل الخوارزمي: «ثم أتي بهم حتي أدخلوا علي يزيد، قيل ان أول من دخل شمر بن ذي الجوشن بعلي بن الحسين مغلولة يداه الي عنقه، فقال له يزيد: من أنت يا غلام؟ قال: أنا علي بن الحسين، فأمر برفع الغل عنه». [17] .


قال السيد ابن طاووس: «قال الراوي: ثم أدخل ثقل الحسين عليه السلام و نساؤه و من تخلف من أهله علي يزيد و هم مقرنون في الحبال». [18] .

و قال سبط ابن الجوزي: «و كان علي بن الحسين و النساء موثقين في الحبال». [19] .

و عنه: «و لما أتي يزيد بثقل الحسين رضي الله عنه و من بقي من أهله فأدخلوا عليه و قد قرنوا بالحبال فوقفوا بين يديه». [20] .

و قال الشبلنجي: «ثم أمر بعلي زين العابدين فدخل عليه مغولا». [21] .


پاورقي

[1] الارشاد 119:2؛ اعلام الوري: 248 (و فيه محفر).

[2] لأنه قد يرد عليه أن الرد يتضمن الاقرار بنسبة اللؤم و الفجور الي أهل البيت عليهم‏السلام - و العياذ بالله - و يقرر أن مخفرا أکثر لؤما و فجورا!! و هذا بعيد الصدور من الامام عليه‏السلام و هو من سادة الفصاحة، غير أن الرد يتناسب مع نفسية يزيد الذي يري أهل البيت أعداء له و لکنه لا يفضل مخفرا - هذا النکرة - عليهم، الا أن يکون هناک محذوف، مثلا: أشر الناس و ألأم.

[3] أنساب الأشراف 416:3 (و فيه مخفر بن ثعلبة).

[4] الطبقات (ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام): 82.

[5] تاريخ الطبري 352:4 (و فيه محفز).

[6] مثير الأحزان: 98 - عن تاريخ دمشق - و عنه بحارالأنوار 129:45 (و فيه مخفر).

[7] الکامل في التاريخ 84:4.

[8] البداية و النهاية 196:8 و فيه محقر بن ثعلبة العائذي.

[9] سير أعلام النبلاء 315:3؛ تاريخ الاسلام (حوادث و وفيات 80-61).

[10] مقتل الخوارزمي 58:2، و فيه «ما ولدت أم‏محفز أکفر و ألأم و أذم».

[11] أنساب الأشراف 416:3.

[12] تاريخ الطبري 254:4؛ الکامل في التاريخ 84:4.

[13] الطبقات: 82؛ و عنه سير أعلام النبلاء 315:3؛ تاريخ الاسلام و وفيات المشاهير، حوادث (80 - 61).

[14] مقتل الخوارزمي 58:2.

[15] تفسير القمي 352:2 عنه بحارالأنوار 168:45.

[16] شرح الأخبار 267:3 ح 1172. و نحوه عن الامام زين العابدين في مثير الأحزان: 98؛ العقد الفريد 131:5؛ الامامة و السياسة 8:2؛ جواهر المطالب 272:2 و 278، الا أن فيها محمد بن الحسين بن علي بن أبي‏طالب، و الظاهر سقوط کلمة «علي» و الصحيح: محمد بن علي بن حسين الذي ينطبق علي الامام الباقر عليه‏السلام، اذ لا نعرف ولدا بقي للامام عليه‏السلام غير الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه‏السلام.

[17] مقتل الخوارزمي 62:2.

[18] الملهوف: 213.

[19] تذکرة الخواص: 262.

[20] مرآة الزمان: 100 - مخطوط - علي ما في عبرات المصطفين 288:2.

[21] نور الأبصار: 132.