بازگشت

مجلس يزيد


لقد غمرت الأفراح و المسرات يزيد، و سر سرورا بالغا، و أمر بترتيب مجلس فخم حاشد من الأشراف و الأعيان و الشخصيات.

قال ابن الجوزي: «ثم جلس يزيد و دعا أشراف أهل الشام، و أجلسهم حوله، ثم أدخلهم - أي الأسري من آل البيت عليهم السلام - عليه». [1] .

ان التاريخ لم يزودنا بأسماء كل من حضر ذلك المجلس المشؤوم، لكنا نعلم أنه كان حاشدا بالأشراف و الأعيان و الشخصيات، مثل بعض الصحابة و التابعين! كأبي برزة الأسلمي [2] ، و زيد بن الأرقم [3] ، و قيل سمرة بن جندب [4] ، و بعض الأنصار [5] و بعض ناصري بني أمية منهم النعمان بن بشير [6] ، و الكبار من الشجرة الملعونة في القرآن مثل يحيي بن الحكم [7] ، و عبدالله بن الحكم [8] ، و عبدالرحمن بن الحكم [9] ،


و كذا رجال السلطة الحاكمة، و بعض نساء بني أمية مثل «ريا» حاضنة يزيد [10] ، و التحقت بها زوجة يزيد هند بنت عبدالله بن عامر بن كريز. [11] .

و من أهل الكوفة الذين أتوا مع أساري آل البيت عليهم السلام ألي الشام: زحر بن قيس [12] و شمر بن ذي الجوشن [13] ، و مخفر بن ثعلبة [14] ، و عمر بن سعد [15] ، و محقن بن ثعلبة [16] ، و أبوبردة بن عوف الأزدي، و (طارق بن أبي ظبيان الأزدي، و جماعة من أهل الكوفة)، [17] ، و غيرهم مثل ربيعة بن عمر [18] ، و العذري بن ربيعة بن عمرو الجرشي [19] ، و عبدالله بن ربيعة الحميري [20] ، و الغار بن ربيعة الجرشي [21] ، و روح بن زنباع. [22] .


و من جانب آخر نري بعض ممثلي كبار الدولة آنذاك و كبار أهل الكتاب مثل سفير الروم [23] ورأس الجالوت. [24] .

فتحصل أنه كان مجلسا في غاية الأهمية سياسيا و اجتماعيا، داخليا و خارجيا، و من هنا أراد يزيد أن يظهر نفسه بأنه هو الغالب علي عدوه! و قد انتهي كل شي ء. [25] .

قال المزي: «فلما قدموا (الأساري من آل البيت) عليه (يزيد) جمع من كان بحضرته من أهل الشام، ثم أدخلوا عليه، فهنأوه بالفتح!». [26] .


پاورقي

[1] المنتظم 341:5.

[2] تاريخ الطبري 293:4؛ المنتظم 342:5؛ الرد علي المتعصب العنيد: 47؛ سير أعلام النبلاء 309:3؛ تذکرة الخواص: 261؛ البداية و النهاية 194:8 و 199؛ أنساب الأشراف 416:3؛ البدء و التاريخ 12:6؛ الملهوف: 214؛ مثير الأحزان: 100؛ بحارالأنوار 132:45؛ الفتوح 181:2؛ مقتل الخوارزمي 57:2.

[3] الخرائج و الجرائح 58:2.

[4] مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي 64:2 (ط دار أنوار الهدي).

[5] الطبقات الکبري (ترجمة الامام الحسين من القسم غير المطبوع): 82، عبرات المصطفين 321:2.

[6] الجوهرة 219:2 علي ما في عبرات المصطفين.

[7] الارشاد 119:2؛ اعلام الوري: 248؛ تاريخ الطبري 352:4؛ الکامل في التاريخ 89:4؛ المناقب 114:4.

[8] الفتوح 180:2.

[9] أنساب الأشراف 421:3؛ تاريخ الاسلام للذهبي: 18؛ مجمع الزوائد 198:9؛ بحارالأنوار 130:45 عن المناقب.

[10] تاريخ مدينة دمشق 420:19؛ سير أعلام النبلاء 319:3؛ البداية و النهاية 205:8؛ الاتحاف بحب الأشراف: 56.

[11] مقتل الخوارزمي 73:2؛ تسلية المجالس 399:2؛ بحارالأنوار 142:45.

[12] الأخبار الطوال: 260، الفتوح 180:2، الارشاد 118:2، الرد علي المتعصب العنيد: 45، الکامل في التاريخ 83:4، جواهر المطالب 291:2 و...

[13] أنساب الأشراف 416:3؛ الأخبار الطوال: 260، الارشاد 119:2؛ الکامل في التاريخ 83:4؛ اعلام الوري: 248..

[14] أنساب الأشراف 416:3؛ الفتوح 180:4؛ مقتل الخوارزمي 55:2؛ الارشاد 119:2؛ اعلام الوري: 248 (و في الأخيرين محفر بدل مخفر)..

[15] الاتحاف بحب الأشراف 55 (و فيه عمرو بدل عمر).

[16] الأخبار الطوال: 260 (و الظاهر اتحاده مع مخفر و أنه تصحيف).

[17] الارشاد 118:2؛ تاريخ الطبري 251:4؛ البداية و النهاية 193:8.

[18] تذکرة الخواص: 260.

[19] مثير الأحزان: 98.

[20] الارشاد 118:2.

[21] العقد الفريد 130:5.

[22] جواهر المطالب 270:2، و لکن الظاهر أنه راوي الخبر عن الغار بن ربيعة الجرشي، کما هو کذلک في العقد الفريد، فهناک سقط في السند.

[23] تذکرة الخواص: 263.

[24] الکامل في التاريخ: 90:4.

[25] غافلا أن المسيرة سيکتب لها الظفر، و أن المعادلة ستنقلب ضده، و أن مجلسه سيصيره قاعدة اعلام ظفر الحسين عليه‏السلام و بلوغ حرکته الي أهدافها المقدسة.

[26] تهذيب الکمال 429:6.