بازگشت

تأمل و ملاحظات


مع ملاحظة تلك النصوص نصل الي الحقائق التالية:

الأول: خوف يزيد، كما روي سبط ابن الجوزي في الفقرة أعلاه.

الثاني: صلابة الامام الحسين عليه السلام و أصحابه الأوفياء، و عظمتهم و عزة أنفسهم و قدرتهم الفائقة، حيث ان الجميع - بما فيهم ابن سعد و ابن عبد ربه و ابن أعثم و الطبري و ابن الجوزي و سبطه و ابن الأثير و ابن نما و ابن كثير و الباعوني و غيرهم اعترفوا بأن الامام و صحبه رفضوا الاستسلام و أبوا الا القتال. [1] .

الثالث: اعتراف العدو بقساوة أفعاله و فظاعة جريمته.

الرابع: عجز العدو عن مقابلة الواقع و التجاؤه الي الكذب، حيث يقول: «و جعلوا يهربون الي غير وزر و يلوذون منا بالآكام و الحفر..».

بينما الواقع الثابت علي عكس ذلك، و الدليل عليه «تصديق أميرهم عمر بن سعد لكلام عمرو بن الحجاج حينما رأي عدم قدرتهم لمبارزتهم فصاح بالناس: (يا حمقي، أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان أهل المصر، و تقاتلون قوما


مستميتين، لا يبرز اليهم منكم أحد، فأنهم قليل و قلما يبقون، و الله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم)، فقال عمر بن سعد: (صدقت، الرأي ما رأيت)، فأرسل في الناس من يعزم عليهم ألا يبارز رجل منكم رجلا منهم». [2] .

و يكفي لقطع نباح هذا الشقي و أمثاله المراجعة الي ما تجلي في يوم عاشوراء من تسابق الحسين و أصحابه عليهم السلام في الرواح الي الله تعالي برواية الموثوقين من المؤرخين و كذا يكفي ما أبداه بعض الحاضرين في كربلاء من أشقاء هذا الرجس (زحر بن قيس) حيث اعتذر عن قتاله و قتله لآل رسول الله صلي الله عليه و آله بما رواه عنه ابن أبي الحديد قال: «ثارت علينا عصابة أيديها في مقابض سيوفها كالأسود الضارية... تلقي أنفسها علي الموت لاتقبل الأمان و لا ترغب في المال و لا يحول حائل بينها و بين الورود علي حياض المنية أو الاستيلاء علي الملك، فلو كففنا عنها رويدا لأتت علي نفوس العسكر بحذافيرها!». [3] .


پاورقي

[1] مر ذکر المصادر مع أرقام الأجزاء و الصفحات آنفا.

[2] الارشاد 103:2.

[3] شرح نهج‏البلاغه 262:307:3.