بازگشت

رأس الامام بين يدي يزيد


قال الحافظ البدخشاني: «و لما قدموا دمشق و دخلوا علي يزيد رموا برأس الحسين رضي الله عنه بين يديه، فاستبشر الشقي بقتله، و جعل ينكت رأسه بالخيزران..». [1] .

و قال الدينوري: «قالوا ان ابن زياد جهز علي بن الحسين و من كان معه من الحرم و وجه بهم الي يزيد بن معاوية مع زحر بن قيس و محقن بن تغلبة [2] و شمر بن ذي الجوشن، فساروا حتي قدموا الشام و دخلوا علي يزيد بن معاوية بمدينة دمشق، و أدخل معهم رأس الحسين، فرمي بين يديه، ثم تكلم شمر بن ذي الجوشن فقال: يا أميرالمؤمنين و رد علينا هذا في ثمانية عشر رجلا من أهل بيته و ستين رجلا من شيعته...». [3] .

ثم ذكر الدينوري كلاما تفرد هو بنسبته الي شمر، خلافا لغيره من المؤرخين الذين يرون أن المتكلم كان زحر بن قيس.

قال الشيخ المفيد - و غيره - [4] -: «روي عبدالله بن ربيعة الحميري فقال: اني لعند يزيد بن معاوية بدمشق اذ أقبل زحر بن قيس حتي دخل عليه، فقال له يزيد ويلك ما وراءك و ما عندك؟

قال: أبشر يا أميرالمؤمنين بفتح الله و نصره، و رد علينا الحسين بن علي في ثمانية عشر من أهل بيته و ستين من شيعته، فسرنا اليهم فسألناهم أن يستسلموا أو ينزلوا علي حكم الأمير عبيدالله بن زياد أو القتال، فأحطنا بهم من كل ناحية، حتي اذا أخذت السيوف مآخذها من هام القوم، جعلوا يهربون الي غير وزر، و يلوذون


منا بالآكام و الحفر لواذا كما لاذالحمائم من صقر، فوالله يا أميرالمؤمنين! ما كانوا الا جزر جزور أو نومة قائل حتي أتينا علي آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجردة، وثيابهم مرملة، و خدودهم معفرة، تصهرهم الشمس، و تسفي عليهم الرياح، زوارهم العقبان و الرخم.

فأطرق يزيد هنيهة، ثم رفع رأسه فقال: قد كنت أرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين، أمالو أني صاحبه لعفوت عنه». [5] .


و روي سبط ابن الجوزي عن الواقدي عن ربيعة بن عمر قال: «كنت جالسا عند يزيد بن معاوية في بهو له اذ قيل «هذا زحر بن قيس بالباب» فاستوي جالسا مذعورا و أذن له في الحال فدخل فقال: ما وراءك؟...».

الي أن يقول: «... في سبعين راكبا من أهل بيته و شيعته.. فأبوا و اختاروا القتال... و هم صرعي في الفلاة..». [6] .


پاورقي

[1] نزل الأبرار: 159.

[2] الظاهر أنه تصحيف محفز بن ثعلبة.

[3] الأخبار الطوال: 260.

[4] ممن سنذکرهم في الهامش الآتي.

[5] الارشاد 118:2.

و رواه أيضا ابن‏سعد في الطبقات الکبري (ترجمة الامام الحسين): 81، و فيه «.. في سبعين من شيعته.. فاختاروا القتال علي الاستسلام فناهضناهم عند شروق الشمس، ثم جردنا فيهم السيوف اليمانية، فجعلوا يبرقطون الي غير وزر فنصرنا الله عليهم.. حتي کفي المؤمنين مؤونتهم.. أجسامهم مطرحة مجردة.. و مناخرهم مرملة تسفي عليهم الريح ذيولها بقي سبسب تنتابهم عرج الضباع..»، و ابن‏عبد ربه باسناده عن الغاز بن ربيعة الجرشي في العقد الفريد: 130:5، و فيه «.. سبعة عشر رجلا من أهل بيته... و هامهم مرملة.. فأبوا الا القتال... الريح بقاع سبسب»، و ابن‏أعثم في الفتوح: 180:2 و فيه: «.. في اثنين و ثلاثين من شيعته و اخوته و أهل بيته.. فأبوا علينا.. فقاتلناهم من وقت شروق الشمس الي أن أضحي النهار.. ما کانوا الا کقهوة الحامل.. أجسادهم بالعراء مجردة و ثيابهم بالدماء مرملة و خدودهم بالتراب معفرة»،. و الطبري في تاريخه: 351:4، و فيه: «کان مع زحر أبو بردة بن عوف الأزدي و طارق بن أبي‏ظبيان الأزدي.. فاختاروا القتال علي الاستسلام فعدونا عليهم مع شروق الشمس.. الرخم بقي سبسب»، و ابن‏الجوزي في المنتظم: 341:5، و فيه «.. فاختاروا القتال فغدونا عليهم من شروق الشمس..»، و ابن‏الأثير في الکامل في التاريخ: 83:2، و ابن‏نما عن العذري بن ربيعة بن عمرو و الجرشي في: مثير الأحزان: 98، و فيه: «فاختاروا القتال علي الاستسلام فعدونا عليهم من شروق الشمس.. و الرخم بقاع قرقر سبسب لا مکفنين و لا موسدين..»، و ابن‏کثير في البداية و النهاية: 193:8، و الباعوني عن روح بن زنباع في جواهر المطالب: 270:2، و فيه «.. في تسعة عشر رجلا من أهل بيته و ستين رجلا من شيعته.. فأبوا الا القتال فعدونا عليهم مع شروق الشمس... الرياح بقاع سبسب طعمة للعقاب و الرخم».

[6] تذکرة الخواص: 260.