بازگشت

ابن الجوزي


قال ابن الجوزي: «سألني سائل في بعض مجالس الوعظ عن يزيد بن معاوية و ما فعل في حق الحسين صلوات الله عليه و ما أمر به من نهب المدينة، فقال لي: أيجوز أن يلعن؟ فقلت: يكفيه ما فيه، و السكوت أصلح! فقال: قد علمت أن السكوت أصلح، ولكن هل تجوز لعنه؟ فقلت: قد أجازها العلماء الورعون منهم الامام أحمد بن حنبل [1] فانه ذكر في حق يزيد ما يزيد علي العنة». [2] .

و رغم عبارة «السكوت أصلح»، لكنا نري أن ابن الجوزي لم يلتزم بذلك فعلا و لا قولا، و لعله قاله خوفا علي نفسه في تلك الجلسة، و الدليل عليه ما قاله سبطه في التذكرة: «قلت: و لما لعنه جدي أبوالفرج علي المنبر ببغداد بحضرة الامام الناصر و أكابر العلماء قام جماعة من الجفاة من مجلسه فذهبوا، فقال جدي: (ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود)». [3] .

و قال: «و حكي لي بعض أشياخنا عن ذلك اليوم أن جماعة سألوا جدي عن يزيد، فقال: ما تقولون في رجل ولي ثلاث سنين، في السنة الأولي قتل الحسين، و في الثانية أخاف المدينة و أباحها، و في الثلاثة رمي الكعبة بالمجانيق و هدمها، فقالوا: نلعن، فقال: فالعنوه». [4] .


پاورقي

[1] الرد علي المتعصب العنيد: 9.

[2] تذکرة الخواص: 287؛ الاتحاف: 63.

[3] تذکرة الخواص: 291.

[4] تذکرة الخواص: 291.