بازگشت

التمسك بعموم و اطلاق بعض الآيات القرآنية


منها: قوله تعالي (ان الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة و أعد لهم عذابا مهينا). [1] و لا شك أن ايذاء الحسين ايذاء للنبي صلي الله عليه و آله فكيف بقتله؟ [2] .

و منها: قوله تعالي: (و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما). [3] .

اذا كانت لعنة الله و عذابه العظيم تشمل من يقتل مؤمنا متعمدا، فكيف بمن


يقوم بقتل الحسين عليه السلام و هو سبط الرسول صلي الله عليه و آله و ثمرة البتول عليهاالسلام الذي قال جده في حقه: «حسين مني و أنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا»؟. [4] .

و قوله تعالي: (و اذ قلنا لك ان ربك أحاط بالناس و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس و الشجرة الملعونة في القرآن و نخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا). [5] .

و يزيد هو من الشجرة الملعونة في القرآن؛ قال السيوطي في الدر المنثور: «أخرج ابن أبي حاتم عن يعلي بن مرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أريت بني أمية علي منابر الأرض و سيتملكونكم فتجدونهم أرباب سوء. واهتم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لذلك فأنزل الله: (و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس)». [6] .

و عن كتاب المعتضد: لا خلاف بين أحد أنه تبارك و تعالي أراد بها بني أمية. [7] .

و منها: قوله تعالي: (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمي أبصارهم). [8] .

و لا ريب أن يزيد هو من أكابر المفسدين في الأرض بعد الامام الحسين عليه السلام و أصحابه بكربلاء، و أمره و رضاه بذلك و وقعة الحرة و هدم الكعبة - فاذا لم يكن هذا افسادا في الأرض فلا يبقي للفساد أي معني! - فيشمله لعن الله طبقا لهذه الآية الشريفة. وعده أحمد بن حنبل من مصاديق المفسدين في الأرض بتمسكه بهذه الآية المباركة. [9] .



پاورقي

[1] الأحزاب: 57.

[2] قال الزرندي المتوفي سنة 750 في نظم درر السمطين 232: و روي علي عن درة بنت أبي‏لهب، و في رواية أبي‏هريرة أن صبية بنت أبي‏لهب جاءت الي النبي صلي الله عليه و آله فقالت: يا رسول الله، ان الناس يصيحون بي و يقولون أنت بنت حطب الله، قالت: خرج النبي صلي الله عليه و آله مغضبا حتي استوي علي المنبر فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: ما بال رجال يؤذوني في أهل بيتي، و الذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتي يحبني، و لا يحبني حتي يحب في ذريتي، فما لي أوذي؟ قالوا: نعوذ بالله من غضب الله و غضب رسوله، و في رواية: ما بال أقوام يؤذوني في قرابتي، ألا من آذاني في قرابتي فقد آذاني، و من آذاني فقد آذي الله، انتهي.

أقول: اذا کان الرسول صلي الله عليه و آله يغضب لما حصل في ايذاء بنت أبي‏لهب لسانا، فکيف لا يحصل ذلک بالنسبة الي ما جري في حق ابن‏بنته و أهل بيته لسانا و سنانا؟!.

[3] النساء: 93.

[4] مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي 213:1 ط دار أنوار الهدي و...

[5] الاسراء: 60.

[6] الدر المنثور 191:4.

[7] سفينة البحار 514:2 (مادة لعن).

[8] محمد: 23 - 22.

[9] الرد علي المتعصب العنيد: 16.