بازگشت

مع مجاهد


ذكر سبط ابن الجوزي أن مجاهد قال حول أبيات (لعبت هاشم بالملك فلا...): نافق. [1] .

و في مقتل الخوارزمي أنه قال: فلا نعلم الرجل الا قد نافق في قوله هذا. [2] .

و للعلامة المحمودي تعليق في المقام أعجبني ذكره، قال:

«النفاق هو اظهار الايمان و ابطان الكفر و اسراره، فان كان قول يزيد:



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل




هو اظهار الايمان فما هو اظهار الكفر و الاعلان به؟ و هل فرق بين قول يزيد هذا في كونه صريحا بالكفر ببعث الرسول و بين قول الدهريين الذي حكي الله تعالي عنهم بقوله: (ما هي الا حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما يهلكنا الا الدهر) [3] ، فكما أن هذا القول من الدهريين صريح في انكار المبدأ كذلك قول يزيد صريح في انكار الرسالة التي هي الركن الثاني من الدين، و كذلك ما حكاه الله عزوجل عن فرعون في قوله: (أنا ربكم الأعلي) [4] ، و هل يمكن لمن يعرف العربية و معني الكفر و النفاق أن يقول ان هذا القول من فرعون ليس صريحا في الكفر و انما هو نفاق أي ابطان الكفر؟ و ما أظن الفرق بين الأمرين غمض علي مجاهد، أولم يعرف الفرق بينهما؟ الظاهر أنه حينما تكلم بهذا الكلام و فسر الكفر الصريح بالنفاق كان في جو من المعاندين التابعين للنزعات الأموية، ففسر الكفر الصريح بالكفر غير الصريح المسمي بالنفاق كي يستريح من مشاغبتهم و مجادلتهم الجاهلية. و الأمر واضح غير محتاج الي التطويل». [5] .


پاورقي

[1] تذکرة الخواص: 261.

[2] مقتل الخوارزمي 58:2.

[3] الجاثية: 24.

[4] النازعات: 24.

[5] عبرات المصطفين 292:2.