كفره
«الارتداد هو الكفر بعد الاسلام، و يتحقق بالبينة، و بالاقرار علي النفس بالخروج من الاسلام، أو ببعض أنواع الكفر - و بكل فعل دال صريحا علي الاستهزاء بالدين و الاستهانة به و رفع اليد عنه - و بالقول الدال صريحا علي جحد ما علم ثبوته من الدين ضرورة أو علي اعتقاده ما يحرم اعتقاده بالضرورة من الدين.... [1] .
اذا حكمنا بظاهر الاسلام في حق أبي سفيان و معاوية بعد فتح مكة - و ان كان للتوقف في ذلك مجال واسع، تؤيده الشواهد التاريخية في حياتهما السوداء - فاننا نحكم بارتداد يزيد عنه؛ و ذلك استنادا الي أشعاره أفصح بها عن الالحاد و أبان عن خبث ضميره و عدم الاعتقاد، و فيها:
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء و لا وحي نزل
ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا و استهلوا فرحا
و لقالوا يا يزيد لا تشل
فجزيناهم ببدر مثلها
و أقمنا مثل بدر فاعتدل
لست من خندف ان لم أنتقم
من بني أحمد ما كان فعل [2] .
و فيها:
لما بدت تلك الحمول و أشرفت
تلك الرؤوس علي ربي جيرون
نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل
فقد اقتضيت من الرسول ديوني [3] .
پاورقي
[1] انظر جواهر الکلام 601 - 600 :41.
[2] يأتي الکلام حول أشعارة و تمثله بأبيات ابنالزبعري مفصلا.
[3] جواهر المطالب 300:2.