بازگشت

فسقه


قال ابن الصبان: «و أما فسقه فقد أجمعوا عليه» [1] .

روي السيد ابن طاوس عن الامام زين العابدين عليه السلام أنه قال: «لما أتوا برأس الحسين عليه السلام الي يزيد لعنه الله كان يتخذ مجالس الشرب و يأتي برأس الحسين عليه السلام و يضعه بين يديه و يشرب عليه» [2] .

و في التنبيه و الاشراف: «كان (يزيد) يبادر بلذته و يجاهر بمعصيته و يستحسن خطأه و يهون الأمور علي نفسه في دينه اذا صحت له دنياه» [3] .

و عن المدائني: كان يزيد ينادم علي الشراب سرجون مولي معاوية، و ليزيد شعر منه قوله:



و لها بالماطرون اذا

أكل النمل الذي جمعا



منزل حتي اذا ارتبعت

سكنت من جلق بيعا



في جنان ثم مؤنقة

حولها الزيتون قد ينعا [4] .




و قال المسعودي: «و ليزيد و غيره أخبار عجيبة و مثالب كثيرة من شرب الخمر و قتل ابن بنت الرسول، و لعن الوصي، و هدم البيت و احراقه، و سفك الدماء و الفسق و الفجور...» [5] .

و قال الكيا الهراسي في شأنه: «لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل... كيف لا و هو اللاعب بالنرد و المتصيد بالفهود و مدمن الخمر...». [6] .

و قال الذهبي: «كان ناصبيا فظا، يتناول المسكر و يفعل المنكر...». [7] .

و قال أبوعلي مسكويه الرازي: «و ظهر في المدينة أن يزيد بن معاوية يشرب الخمر حتي يترك الصلاة، و صح عندهم ذلك، و صح غيره مما يشبهه، فجعلوا يجتمعون لذلك حتي خلعوه و بايعوا عبدالله بن حنظلة الغسيل». [8] .

و عن ابن حجر: «أن يزيد قد بلغ من قبايح الفسق و الانحلال عن التقوي مبلغا لا يستكثر عليه صدور تلك القبائح منه». [9] .

قال المسعودي: «و لما شمل الناس جور يزيد و عماله و عمهم ظلمه و ما ظهر من فسقه من قتله ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أنصاره و ما أظهر من شرب الخمور و سيره سيرة فرعون بل كان فرعون أعدل منه في رعيته و أنصف منه لخاصته و عامته، أخرج أهل المدينة عامله عليهم و هو عثمان بن محمد بن أبي سفيان و مروان بن الحكم و سأئر بني أمية» [10] .


و قال المنذر بن الزبير لما قدم المدينة: «ان يزيد قد أجازني بمائة ألف، و لا يمنعني ما صنع بي أن أخبركم خبره، والله انه ليشرب الخمر، و الله انه ليسكر حتي يدع الصلاة» [11] .

قال ابن حجر: «و علي القول بأنه مسلم فهو فاسق شرير سكير جائر، كما أخبر به النبي صلي الله عليه و آله و سلم» [12] .

و ذكر البلاذري في أنساب الأشراف: «و ذكر لي شيخ من أهل الشام أن سبب وفاة يزيد أنه حمل قرده علي الأتان و هو سكران، ثم ركض خلفها فاندقت عنقه أو انقطع في جوفه شي ء». [13] .

كتب الأستاذ عباس محمود العقاد: «الروايات لم تجمع علي شي ء كاجماعها علي ادمانه الخمر، و شغفه باللذات، و توانيه عن العظائم... و قد مات بذات الجنب و هو لما يتجاوز السابعة و الثلاثين، و لعلها اصابة الكبد من ادمان الشراب و الافراط في اللذات، و لا يعقل أن يكون هذا كله اختلاقا و اختراعا من الأعداء، لأن الناس لم يختلقوا مثل ذلك علي أبيه أو علي عمرو بن العاص، و هما بغيضان أشد البغض الي أعداء الأمويين.. و لأن الذين حاولوا ستره من خدام دولته لم يحاولوا الثناء علي مناقب فيه تحل عندهم محل مساوئه و عيوبه، كأن الاجتراء علي مثل هذا الثناء من وراء الحسبان، و لم يكن هذا التخلف في يزيد من هزال في البنية أو سقم اعتراه كذلك السقم الذي يعتري أحيانا بقايا السلالات التي تهم بالانقراض و الدثور، و لكنه كان هزالا في الأخلاق و سقما في الطوية.. قعد به عن العظائم مع


وثوق بنيانه و ضخامة جثمانه و اتصافه ببعض الصفات الجسدية التي تزيد في وجاهة الأمراء كالوسامة و ارتفاع القامة، و قد أصيب في صباه بمرض خطير - و هو الجدري - بقيت آثاره في وجهه الي آخر عمره، و لكنه مرض كان يشيع في البادية، و لم يكن من دأبه أن يقعد بكل من أصيب به عن الطموح و الكفاح» [14] .


پاورقي

[1] اسعاب الراغبين: 193.

[2] الملهوف: 220.

[3] التنبيه و الاشراف: 264.

[4] أنساب الاشراف 301:5.

[5] مروج الذهب 72:3.

[6] هامش تاريخ نيسابور: 598 في ترجمته.

[7] شذرات الذهب 68:1.

[8] تجارب الامم 76:2.

[9] الاتحاف بحب الأشراف: 68 عن شرح الهمزية لابن‏حجر.

[10] مروج الذهب 68:3.

[11] الغدير 256:10 عن کامل ابن‏الأثير 45:4، و تاريخ ابن‏کثير 216:8.

[12] الصواعق المحرقة: 330.

[13] أنساب الأشراف 300:5.

[14] أبوالشهداء الحسين بن علي: 68.