بازگشت

جذور العلاقة


أمية هو عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب...، و عبد شمس والد أمية هو أخو هاشم الجد الثاني للنبي صلي الله عليه و آله، قيل: ولد هاشم و عبد شمس توأمين و ان أحدهما قبل الآخر و له اصبع ملتصقة بجبهة صاحبه، فتنجبت فسال الدم، فقيل يكون بينهما دم.. و أول منافرة كانت بين أمية و عمه هاشم أن هاشما لما ولي بعد أبيه عبد مناف ما كان له من السقاية و الرفادة حسده أمية علي رئاسته و اطعامه، فتكلف أن يصنع صنيع هاشم، فعجز فشمتت به ناس من قريش، فغضب و نال من هاشم، و دعاه الي المنافرة، فكره هاشم ذلك لسنه و قدره، فلم تدعه قريش حتي نافره علي خمسمائة ناقة و الجلاء عن مكة عشر سنين، فرضي أمية، و جعلا بينهما الكاهن الخزاعي و منزله بعسفان، فقضي لهاشم بالغلبة. و أخذ هاشم الابل فنحرها و أطعمها الناس، و غاب أمية عن مكة بالشام عشر سنين، فكانت هذه أول عداوة بينهما. [1] .

لو صح هذا النقل فهذا يعني أن هذه المسألة كانت انطلاقا لأمرين:

الأمر الأول: كانت بداية العداوة بين بني أمية و بني هاشم، بداعي الحسد، و بعد ظهور الاسلام تغيرت الدواعي و كثرت، وحصلت آفاق جديدة في البين، و هذا ما سنبينه في الأبحاث الآتية.

الأمر الثاني: بداية علاقة بني أمية بالشام، فان الشام بموقعه الخاص و طبيعته الجميلة و أنهاره الكثيرة و تنوع سكانه أصبح موقعا مهما للتجارة، و لذلك نري قريشا - و منهم أبوسفيان الأموي - أنشأوا الروابط الاقتصادية و التجارية مع الشام.


و من الغريب جدا أن نري بني أمية - الطلقاء - يقومون بدور مهم في فتح الشام و يأخذون بزمام أمرها قبل الفتح و لم يتركوه حتي غلبوا علي أمرهم.

فأبوسفيان بنفسه يحضر المعركة «في مشيخة من قريش يحارب تحت راية ابنه يزيد، و كان له و لا بنيه يزيد و معاوية، بل و لجماعة من أسرته بل للنساء منهن اليد الطولي و الكعب المعلي في فتح الشام!.. و لقد قاتل بعض النساء بالفعل يوم اليرموك، مثل جويرية ابنة أبي سفيان و كانت مع زوجها. و كذلك هند بنت عتبة أم معاوية بن أبي سفيان» [2] .

هذا الكلام و ان لم يخل من المبالغة؛ بسبب حب المؤلف لمعاوية و انحرافه عن الحق - كما نلمسه في مطاوي كتابه - بيد أن دوافع المسألة معلومة اجمالا، تتمثل في حب بني أمية لهذه المنطقة و تعلقهم بها، و لا يبعد أن تكون ثمة خطة مدروسة بدأوا بتنفيذها شيئا فشيئا.

اذن حضر المعركة أبوسفيان و ابناه و زوجته و بعض بناته و اسرته، و أصبح يزيد بن أبي سفيان حاكما علي دمشق بوعد من الخليفة الذي شيعه راجلا الي خارج المدينة، كما مر ذكره عن «الخطط»، و بقي الشام ليزيد بن أبي سفيان، لكنه لم يطل أمد و لايته، لأنه هلك في طاعون عمواس [3] ، و بعده يأتي دور أخيه معاوية بن أبي سفيان.


پاورقي

[1] دائرة المعارف 419:4.

[2] خطط الشام 93:1.

[3] المصدر: 97. و عمواس من الرملة علي أربعة أميال مما يلي بيت المقدس و مات فيه 25000 أنسان.