بازگشت

هل كانت لفاطمة بنت واحدة ام اكثر


يُستفاد من بعض النصوص أن مولاتنا فاطمه الزهراء (س) كان لها من ذريّتها


بنتٌ واحدة هي زينب (س) وكـانـت كـنـيـتها أمّ كلثوم، كما في هذا النصّ الذي ينقله الشيخ القمّي في كتابه (بيت الاحـزان) عـن كـتـاب مـصـبـاح الانـوار: ((عـن أبـي عـبـداللّه (ع)، عـن آبـائه (ع)، قـال: إنّ فـاطـمـه (س) لمـّا احتضرت أوصت عليّاً (ع) فقالت: إذا أنا مِتُّ فتولَّ أنت غسلي، وجـهـّزنـي، وصـلّ عـليَّ، وأنـزلنـي في قبري، وألحدني، وسَوِّ التراب عليَّ، واجلس عند رأسي قباله وجهي فأكثر من تلاوة القرآن والدعاء فإنّها ساعه يحتاج الميّت إلي أُنس الاحياء، وأنا أسـتـودعـك اللّه تـعـالي وأوصيك في ولدي خيراً، ثمَّ ضمّت إليها أمّ كلثوم فقالت له: إذا بـلغـت فـلهـا مـا فـي المـنـزل ثـمَّ اللّه لهـا، فـلمـّا تـوفـيـت فعل ذلك أميرالمؤمنين (ع).)). [1] .

وكـمـا فـي النـص الذي يـرويـه الشـيـخ الصـدوق (ره) بـسـنـده عـن حـمـّاد بـن عـثـمـان ((قـال: قـلت لابـي عـبـداللّه (ع): جـُعـلت فـداك! مـا مـعـنـي قـول رسـول اللّه: إنّ فـاطـمـه أحـصـنـت فـرجـهـا، فـحـرّم اللّه ذريـّتـهـا عـلي النـار. فقال: المعتقون من النار هم ولد بطنها الحسن والحسين وأمّ كلثوم.)). [2] .

وكـمـا فـي الخـبـر الذي يـنـقـله الشـيـخ المـفـيـد (ره) مـن روايـه عـثـمـان بـن المـغـيـرة حـيـث يقول: ((لمّا دخل شهر رمضان كان أميرالمؤمنين (ع) يتعشّي ليله عند الحسن، وليله عند الحسين، وليله عند عبداللّه بن جعفر، وكان لايزيد علي ثلاث لُقم...)). [3] .

فـإنّ ليـله عـبـداللّه بن جعفر (رض) تعني ليله زينب (س) لانها زوجته، وليس هنا ليله أخري يتعشّي فيها عليُّ (ع) عند ابنه له أخري إسمها أمّ كلثوم!

لكـنّ هـناك روايات أخري يستفاد منها أنّ عليّاً وفاطمه (ع) كان لهما من


ذريتهما إبنتان هما زينب وأمّ كـلثـوم (ع)، بـل إنّ هذه الروايات هي الاكثر، وفي ضوئها ذهب جمع من علمائنا إلي هذا، منهم الشـيـخ المـفـيـد (ره) حـيـث يـقـول فـي الارشاد: ((فأولاد أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه سبعه وعـشـرون ولداً ذكـراً وأنثي: الحسن والحسين وزينب الكبري وزينب الصغري المُكنّاة أمّ كلثوم، أمّهم فاطمه البتول...)). [4] .

ويـقـول المقدسيّ المتوفّي سنه 620 ه‍ في كتابه ((التبيين في أنساب القرشيين)): ((وولدت ـ أيّ فـاطـمـه (س) ـ لعـليّ رضـي اللّه عـنـه: الحـسـن والحسين وأمّ كلثوم وزينب)) [5] وقـال أيضاً: ((ولم يتزوّج عليّ امرأة سوي فاطمه حتّي ماتت، وولد له منها الحسن والحسين وأمّ كلثوم وزينب الكبري رضي اللّه عنهم)). [6] .

وقـال المـرحـوم المـامـقاني: ((أمّ كلثوم بنت أميرالمؤمنين (س)، هذه كنيه لزينب الصغري، وقد كانت مع أخيها الحسين (ع) بكربلاء، وكانت مع السجاد إلي الشام ثمّ إلي المدينه، وهي جليله القدر فهيمه بليغه...)). [7] .

وقـال المـرحـوم النـمـازي: ((كـانـت لمـولانـا أمـيـرالمؤمنين صلوات اللّه عليه بنات منهن ثلاث زيـنبات: زينب الكبري، وزينب أخري المكنّاة بأمّ كلثوم، من ولد فاطمه الزهراء صلوات اللّه عليها، وزينب أخري من أمّ ولد.

أمّا زينب الكبري صلوات اللّه عليها: من رواة الحديث، أدركت النبيّ (ص) وولدت في حياته، وهي عـقـيـله بـني هاشم، ذات الخصال الحميدة والصفات


المجيدة، وفي الصبر والثبات وقوة الايمان والتـقـوي فـريدة وحيدة، وفي الفصاحه والبلاغه كأنها تنطق من لسان أميرالمؤمنين (ع)... وفـي كـتـاب الزيـنـبـات روايـات مـحـصولها أنّ زينب الكبري (س) لمّا جاءت إلي المدينه كانت تـحـرّض الناس علي الاخذ بثاءر الحسين (ع)، فأبلغ خبرها والي المدينه إلي يزيد، فأمر يـزيـد بـإخراجها من المدينه مع من تشاء من نساء بني هاشم إلي مصر، فجهّزهنّ إلي مصر، فلمّا وردوا مـصر أقامت فيها أحد عشر شهراً وخمسه عشر يوماً، وتوفيت بمصر في 15 رجب سنه 62 ه‍...)). [8] .

ويـُنـسب إلي السيّد محسن الامين العاملي أنه قال: ((وجد علي قبر في الشام حجر مكتوب عليه: هذا قبر السيّدة زينب المكنّاة بأمّ كلثوم بنت سيّدنا عليّ رضي اللّه عنه.)). [9] .


پاورقي

[1] بيت الاحزان: 149 / مطبعه سيد الشهداء(ع) ـ قم.

[2] معاني الاخبار: 107.

[3] الارشاد: 1:14.

[4] الارشاد: 1:354.

[5] التبيين في أنساب القرشيين: 91.

[6] نفس المصدر: 125.

[7] تنقيح المقال: 3:73.

[8] مستدرکات علم رجال الحديث: 8:577 رقم 18081.

[9] مدينه الحسين / فارسي / لمحمّد باقر مدرّس: 132.