رؤيا المنايا ايضا بين قصر بني مقاتل و نينوي
روي الطبري، عن أبي مخنف، عن عبدالرحمن بن جندب، عن عقبة بن
سمعان قال: (لمّا كان في آخر الليل أمر الحسين بالاستقاء من الماء، ثمّ أمرنا بالرحيل ففعلنا.. فلمّا ارتحلنا من قصر بني مقاتل وسرنا ساعة خفق الحسين برأسه خفقة، ثمّ انتبه وهو يقول: إنّا للّه وإنا إليه راجعون، والحمد للّه ربّ العالمين.. ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً!.. فأقبل إليه ابنه عليّ بن الحسين علي فرس له فقال: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، والحمدُ للّه ربّ العالمين! يا أبتِ، جُعلت فداك، مِمَّ حمدت اللّه واسترجعت؟
قال: يا بُنيَّ إنّي خفقتُِ برأسي خفقة، فعنَّ لي فارس علي فرس فقال: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم! فعلمتُ أنّها أنفسنا نُعيت إلينا!
قال له: يا أبتِ لاأراك اللّه سوءاً، ألسنا علي الحقّ؟
قال: بلي والذي إليه مرجع العباد!
قال: يا أبتِ، إذاً لانبالي نموتُ محقّين!
فقال له: جزاك اللّه من ولدٍ خير ما جزي ولداً عن والده.). [1] .
پاورقي
[1] تأريخ الطبري، و الإرشاد:209؛ و سير أعلام النبلاء، 3:298؛ و انظر: مقاتل الطالبيين: 74؛ و أنساب الأشراف، 3:384.