بازگشت

اشارة


لو كان هذان المشرقيّان صادقين فيما اعتذرا به! أو كانا صادقين في رغبتهما في الالتحاق بالامام عليه السلام! لكان بإمكانهما علي الاقلّ وهما إبنا عمّ أن يختارا أحدهما للالتحاق بالامام عليه السلام لنصرته، والاخر منهما للبقاء وأداء الامانات إلي أهلها!

لكنّه الوهن (حبّ الدنيا وكراهية الموت) والشلل النفسي المتفشّي في هذه الامّة، له ذرائع ومعاذير لاتنتهي!

إنّ سؤالهما عن الخضاب! كاشف عن انحطاط اهتمامهما، فبدلاً من أنْ يسألاالامام عليه السلام عن نهضته ومسارها ومصيرها وكلّ ما يرتبط بها! كان سؤال أحدهما: (يا أبا عبداللّه، هذا خضابٌ أم شعرك؟)!

ثم ها هو الامام عليه السلام يشملهما برحمته ورأفته الغامرة، فيحذّرهما من أن يكونا ممن يستمع واعيته فلايجيبه، ويري له سواداً فلايُغيثه وينصره! فيكون حقّاً علي اللّه أن يُكبّه علي منخريه في النار!

ما أعظمك وأرحمك يا مولانا يا أباعبداللّه الحسين!!