بازگشت

هل التحق الصحابي انس الكاهلي بالامام في قصر بني مقاتل


قال البلاذري: (وكان أنس بن الحارث الكاهلي سمع مقالة الحسين لابن الحرّ، وكان قدم من الكوفة بمثل ما قدم له ابن الحرّ، فلمّا خرج [1] من عند ابن الحرّ


سلّم علي الحسين وقال له: واللّه ما أخرجني من الكوفة إلاّ ما أخرج هذا من كراهة قتالك أو القتال معك! ولكنّ اللّه قذف في قلبي نصرتك! وشجّعني علي المسير معك!

فقال له الحسين: فاخرج معنا راشداً محفوظاً.). [2] .

ونقول: إنّ هذا التردّد الذي اعتري قلب هذا الصحابيّ الجليل القدر (رض) كما تصف رواية البلاذري لايتلائم مع ما رواه جماعة من أهل السير عن هذا الصحابيّ الكبير (رض) أنه قال: (سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ ابني هذا يعني الحسين يُقتل بأرض يُقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك منكم فلينصره!

قال: فخرج أنس بن الحارث إلي كربلاء فقُتل مع الحسين!). [3] .

كما لايتلائم ما ذكره البلاذري من أنّ مكان لقائه بالامام عليه السلام في قصر بني مقاتل مع ما يوحيه ظاهر رواية ابن عساكر، وما ذكره ابن حجر العسقلاني [4] من أنه خرج إلي كربلاء فقُتل مع الحسين!

وفي إبصار العين أنه (كان جاء الي الحسين عليه السلام عند نزوله كربلاء، والتقي معه ليلاً فيمن أدركته السعادة!). [5] .

وهذا الصحابي الجليل هو: (أنس بن الحرث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة، الاسدي الكاهلي، كان صحابياً كبيراً ممّن رأي


النبيّ (ص) وسمع حديثه... روي أهل السير: أنّه لمّا جاءت نوبته استأذن الحسين عليه السلام في القتال فأذن له وكان شيخاً كبيراً فبرز وهو يقول:



قد علمتْ كاهلها ودودان

والخندفيون وقيس عيلان



بأنّ قومي آفة للاقران) [6]

وقد ذكر الشيخ باقر شريف القرشي أن الصحابي الجليل أنس بن الحارث الكاهلي (رض) قد لازم الامام الحسين عليه السلام وصحبه من مكّة. [7] ولعل الشيخ القرشي عثر علي وثيقة تأريخية تقول بذلك أو لعل هذا من سهو قلمه الشريف لان الذي عليه أهل السير أ ن أنس بن الحارث الكاهلي (رض) قد التحق بالامام عليه السلام بعد خروجه من مكّة (في العراق) [8] أو عند نزوله كربلاء.




پاورقي

[1] أي: فلما خرج الإمام الحسين عليه السلام من فسطاط ابن الحر.

[2] أنساب الأشراف، 3:384.

[3] تاريخ ابن عساکر / ترجمة الإمام الحسين عليه السلام / المحمودي، 347-349، رقم 283 و انظر أسد الغابة، 1:123؛ و الإصابة، 1:68، و راجع: ذخائر العقبي:146.

[4] راجع: الإصابة 1:68، رقم 266.

[5] راجع: إبصار العين: 99- 100.

[6] راجع: إبصار العين:99-100.

[7] راجع: حياة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام: 1:101 و 3:234.

[8] راجع: ابصار العين:99.