بازگشت

اقتراح الطرماح و جواب الامام


روي الطبري، عن أبي مخنف قال: حدّثني جميل بن مرشد من بني معن، عن الطرماح بن عديّ: (أنّه دنا من الحسين فقال له: واللّه إنّي لانظر فما أري معك أحداً!، ولو لم يقاتلك إلاّ هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفي بهم وقد رأيتُ قبل خروجي من الكوفة إليك بيومٍ ظهرَ الكوفة وفيه من الناس مالم ترَ عيناي في صعيد واحدٍ جمعاً أكثر منه! فسألت عنهم فقيل: اجتمعوا ليُعرَضوا، ثمّ يُسرّحون إلي الحسين!

فأُنشدك اللّهَ إنْ قدرت علي ألاّ تقدم عليهم شبراً إلاّ فعلتَ! فإنْ أردتَ أن تنزل بلداً يمنعك اللّه به حتّي تري من رأيك ويستبين لك ما أنت صانعٌ فَسِرْ حتّي أُنزلك مناع جبلنا الذي يُدعي (أجاء).

امتنعنا واللّه به من ملوك غسّان وحمير، ومن النعمان بن المنذر، ومن الاسود والاحمر، واللّه إنْ دخل علينا ذُلُّ قطُّ!!

فأسير معك حتّي أُنزلك القُرَيَّة، [1] ثمّ نبعث إلي الرجال ممّن بأَجَاء وسَلْمي [2] من طيء، فواللّه لايأتي عليك عشرة أيّأم حتّي يأتيك طيء رجالاً وركباناً! ثمّ اَقِمْ فينا ما بدا لك، فإنْ هاجك هَيْجٌ فأنازعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك


بأسيافهم! واللّه لايوصَل إليك أبداً ومنهم عينٌ تطرف!

فقال له عليه السلام:

جزاك اللّه وقومك خيراً، إنّه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قولٌ لسنا نقدر معه علي الانصراف! ولاندري علام تنصرف بنا وبهم الامور في عاقبه! [3] .

قال الطرماح بن عدي: فودّعته، وقلت له: دفع اللّه عنك شرَّ الجنّ والانس، إنّي قد امترتُ لاهلي من الكوفة ميرة، ومعي نفقة لهم، فآتيهم فأضع ذلك فيهم، ثمّ أُقبل إليك إن شاء اللّه، فإنْ أَلحقك فواللّه لاكوننّ من أنصارك!

قال: فإنْ كنت فاعلاً فعجّلْ رحمك اللّه!

قال فعلمتُ أنّه مستوحشٌ إلي الرجال حتّي يسألني التعجيل! قال فلمّا بلغتُ أهلي وضعتُ عندهم ما يُصلحهم وأوصيتُ! فأخذ أهلي يقولون: إنك لتصنع مرَّتَكَ هذه شيئاً ماكنت تصنعه قبل اليوم!؟ فأخبرتهم بما أُريد، وأقبلتُ في طريق بني ثُعَل حتّي إذا دنوتُ من عُذيب الهجانات استقبلني سماعة بن بدر فنعاه إليَّ! فرجعت.). [4] .


پاورقي

[1] القرية: تصغير قرية، مکان في جبلي طيء مشهور (راجع: معجم البلدان، 4:340).

[2] و هو أحد جبلي طيء، و هما أجأ و سلمي، و هو جبل و عز، به واد يقال له رک، به نخل و آبار مطوية بالصخر طيبة الماء. (معجم البلدان، 3:238).

[3] و في مثير الأحزان: 40/ " فقال عليه السلام: إن بيني و بين القوم موعدا أکره أن أخلفهم! فإن يدفع الله عنا فقديما ما أنعم علينا و کفي، و إن يکن مالابد منه ففوز و شهادة إن شاء الله!".

[4] تأريخ الطبري، 3:308.