بازگشت

عمرو بن خالد الاسدي الصيداوي


كان عمرو أبوخالد (رض) شريفاً في الكوفة، مخلص الولاء لاهل


البيت (ع)، قام مع مسلم عليه السلام، حتّي إذا خانته أهل الكوفة لم يسعه إلاّ الاختفاء!، فلمّا سمع بقتل قيس بن مسهّر الصيداوي (رض) وأنّه أخبر أنّ الحسين عليه السلام صار بالحاجر خرج إليه (مع بقية المجموعة التي ذكرناها)، وأخذوا دليلاً لهم الطرمّاح بن عدي الطائي، وكان جاء الي الكوفة يمتار لاهله طعاماً، فخرج بهم علي طريق متنكَّبة، وسار سيراً عنيفاً من الخوف لانهم علموا أنّ الطريق مرصود. [1] .

وقد مرّ بنا في رواية الطبري الماضية تفصيل قصة لقائهم بالامام عليه السلام في عذيب الهجانات، وما جري بين الامام عليه السلام وبين الحرّ الرياحي (رض) بسببهم، وكيف سألهم الامام عليه السلام عن قيس بن مسهر الصيداوي (رض)، وكيف أخبروه بمقتله...

وروي أنه: لمّا التحم القتال يوم عاشوراء، شدَّ هؤلاء مقدمين بأسيافهم في أوّل القتال علي الاعداء، فلمّا وغلوا فيهم عطف عليهم الاعداء فأخذوا يحوزونهم، وقطعوهم من أصحابهم، فلمّا نظر الحسين عليه السلام إلي ذلك ندب إليهم أخاه العباس عليه السلام! فنهد إليهم وحمل علي القوم وحده يضرب فيهم بسيفه قدماً! حتّي خلص إليهم واستنقذهم، فجاؤا معه وقد جُرحوا، فلمّا كانوا في أثناء الطريق رأوا أنّ القوم تدانوا إليهم ليقطعوا عليهم الطريق، فانسلّوا من العبّاس، وشدّوا علي القوم بأسيافهم شدّة واحدة علي مابهم من الجراحات! وقاتلوا حتّي قُتلوا في مكان واحد، فتركهم العبّاس ورجع إلي الحسين عليه السلام فأخبره بذلك فترحّم عليهم الامام عليه السلام وجعل يكرّر ذلك. [2] .

فسلام علي عمرو بن خالد الصيداوي يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعثُ حيّا!



پاورقي

[1] راجع: إبصار العين: 114-115.

[2] راجع: نتريح تلطبري،:3:330؛ و إبصار العين:116.