بازگشت

اشارة


هذه الخطبة من أشهر وأقوي خطب الامام الحسين عليه السلام في منازل الطريق بين مكّة وكربلاء، وقد تضمّنت أقوي الادلّة علي أنّ المسلمين جميعاً أمام تكليف عام بوجوب النهوض لمواجهة السلطان الجائر المستحلّ لحرم اللّه، الناكث لعهد اللّه، المخالف لسنّة رسول اللّه (ص)، العامل في عباد اللّه بالاثم والعدوان! فالامام عليه السلام يروي عن جدّه (ص) أنّه قال: (من رأي): أيّ كلُّ من رأي، فلاتختصّ الحال بواحدٍ دون آخر...

ثمّ ما أعجب قوله (ص): (فلم يغيّر عليه بفعل ولاقول كان حقّاً علي اللّه أن يُدخله مدخله!)، فالانكار القلبي فقط هنا لايُنجي صاحبه كما هو ظاهر المتن من الدخول في نفس مصير السلطان الجائر!

ونشاهد في هذه الخطبة أيضاً أنّ الامام عليه السلام قد أشار إلي مسؤولية موقعه الخاص في الامة، فهو ابن رسول اللّه (ص)، وإمام منصوصٌ عليه، منصوب من قِبَل اللّه تعالي، مفترض الطاعة، فهو (أحقّ من غَيَّرَ) علي السلطان الجائر بالقيام ضده والنهضة لاسقاطه، إنّه عليه السلام القائم بالحقّ في وقته.

وهو الحسين بن عليّ وابن فاطمة بنت رسول اللّه صلوات اللّه عليهم أجمعين، فلجميع المسلمين فيه أُسوة حسنة (فلكم فيَّ أُسوة)، فعليهم عامة وعلي من سمع نداءه خاصة أن يقوموا معه وينصروه لاسقاط الطاغوت فيصيبوا بهذا رشدهم وخير دنياهم وآخرتهم.

فإنْ لم يفعلوا ونقضوا العهد وخلعوا البيعة فما ذلك بجديد مستغرب منهم! ولابجديد علي الامام عليه السلام، فقد عرف ذلك منهم فيما مضي بما صنعوه بأبيه وأخيه ثمّ بابن عمّه مسلم صلوات اللّه عليهم.. وهم بذلك يُخطئون حظّهم ويضيّعون


نصيبهم من الفرصة السانحة التي منّ اللّه بها عليهم في الجهاد بين يدي إمام مفترض الطاعة لاسقاط الطاغوت!.. والامام عليه السلام علي كلّ حال في غنيً عن الناكثين.. إنه الشهيد الفاتح الذي سيتحقق الفتح بدمه أساساً لابدم سواه! لو كانوا يعلمون!.