بازگشت

اشارة


حدّثتنا المتون التأريخية أنّ أهل الطمع والارتياب كانوا قد تفرّقوا عن

الامام عليه السلام ذات اليمين وذات الشمال في منطقة زبالة بعد أن علموا بمقتل مسلم بن عقيل عليه السلام وهاني بن عروة (رض) وعبداللّه بن يقطر (رض)، وبعد أن خطبهم الامام عليه السلام خطبته التي أعلمهم فيها بمقتل هؤلاء الشهداء الابرار (رض)، ورخّصهم في الانصراف عنه فما بقي معه إلاّ الصفوة من أصحابه الذين لازموه حتّي استشهدوا بين يديه.

لكننّا هنا نلاحظ أنّ الامام عليه السلام ما برح يواصل إختبار وامتحان تصميم الباقين معه علي الشهادة حتّي بعد منطقة زُبالة، من خلال إخبارهم بما رأي من الحقّ في عالم المنام، وما ذاك إلاّ لتنقية الركب الحسينيّ تماماً من كلّ متردد مرتاب أو ذي طمع في دنيا أو عافية وسلامة ربّما كان لم يزل حتّي تلك الساعة عالقاً بالركب الحسينيّ، وكذلك ليزداد أهل البصائر والنيّات الصادقة يقيناً علي يقينهم وتصميماً علي المضيّ إلي القتل فوق تصميمهم، ليزدادوا بذلك عند اللّه مثوبة ويرقون إلي منازل أعلي في علييّن! ولعلّ الامام عليه السلام أراد أيضاً في ضمن ذلك أن يكشف لهم عن وحشيّة الاعداء وإصرارهم علي قتله، وأشدّهم نهشاً ووحشيّة وإصراراً علي قتله ذلك الرجل الابقع فيهم، وهو شمر بن ذي الجوشن العامري لعنه اللّه!