بازگشت

لقاء الامام مع عمرو بن لوذان


قال الطبري: (..ثمَّ سار حتّي مرّ ببطن العقبة فنزل بها، قال أبومخنف: فحدّثني لوذان أحد بني عكرمة أنّ أحد عمومته سأل الحسين عليه السلام: أين تريد؟ فحدّثه، فقال له: إنّي أُنشدك اللّه لما انصرفتَ، فواللّه لاتقدم إلاّ علي الاسنّة وحدّ السيوف! فإنّ هؤلاء الذين بعثوا إليك لوكانوا كفوك مؤنة القتال ووطّاءوا لك الاشياء فقدمّتَ عليهم كان ذلك رأياً، فأمّا علي هذه الحال التي تذكرها فإنّي لاأري لك أن تفعل!

قال: فقال له:

يا عبداللّه، إنّه ليس يخفي عليَّ الرأيُ ما رأيتَ! ولكنّ اللّه لايُغلب علي أمره!

ثمّ ارتحل منها.). [1] .

وفي رواية الارشاد أنّ هذا الشيخ من بني عكرمة يقال له: عمرو بن لوذان، وفيها أيضاً أنّ الامام عليه السلام قال له: يا عبداللّه، ليس يخفي عليَّ الرأي! وإنّ اللّه لايُغلب علي أمره!

ثم قال عليه السلام:واللّه لايدعوني حتي يستخرجوا هذه العلقة من جوفي! فإذا فعلوا سلّطاللّه عليهم من يُذلّهم حتي يكونوا أذلّ فرق الامم! [2] .


أمّا الدينوري فروي هذا اللقاء هكذا: (فسار حتّي انتهي إلي بطن العقيق، [3] فلقيه رجل من بني عكرمة، فسلّم عليه وأخبره بتوطيد ابن زياد الخيل ما بين القادسية إلي العُذَيْب [4] رصداً له! ثمّ قال له: إنصرف بنفسي أنت! فواللّه ماتسير إلاّ الي الاسنّة والسيوف! ولاتتكلنّ علي الذين كتبوا إليك، فإنّ أولئك أوّل الناس مبادرة إلي حربك!

فقال له الحسين: قد ناصحت وبالغت، فجُزيت خيراً!

ثمّ سلّم عليه ومضي..). [5] .


پاورقي

[1] تأريخ الطبري، 3:303.

[2] راجع: الارشاد: 205.

[3] الظاهر أنّ بطن العقيق جاءت بدلاً من بطن العقبة اشتباهاً من النّساخ، وإلاّ فيکون الامام عليه السلام حسب سياق متابعة الدينوري لمسيره قد رجع باتجاه مکّة بعد منطقة زبالة، ذلک لانّ وادي العقيق أقرب إلي مکّة، وفيه ثلاثة مواضع هي: ذات عرق، وغمرة، والمسلخ، وذات عرق هي المنزل الرابع الذي مرَّ به الامام حسب متابعتنا لاهم منازل الطريق وهي تبعد عن مکّة مرحلتين أي حوالي (92 کم).

[4] وهو ماء بين القادسية والمغيثة، بينه وبين القادسية أربعة أميال، وقيل: هو وادٍ لبني تميم، وهو من منازل حاج الکوفة (راجع: معجم البلدان، 4:92).

[5] الاخبار الطوال: 248.