بازگشت

و اقبل المساء يحمل النهاية الموسفة


يقول الطبري: (.. وأقام النّاس مع ابن عقيل يُكبّرون ويثوبون حتّي المساء، وأمرهم شديد، فبعث عبيداللّه إلي الاشراف فجمعهم إليه ثمّ قال: أشرفوا علي النّاس، فمنّوا أهل الطاعة الزيادة والكرامة، وخوِّفوا أهل المعصية الحرمان والعقوبة، واعلموهم فصول الجنود من الشأم إليهم)، [1] وفي رواية الدينوري: (لِيُشرفْ كلُّ رجل منكم في ناحية من السور فخوِّفوا القوم! فأشرف كثير بن شهاب، ومحمّد بن الاشعث، والقعقاع بن شور، وشبث بن ربعي، وحجّار بن أبجر، وشمر بن ذي الجوشن، فتنادوا: يا أهل الكوفة! اتقوا اللّه ولاتستعجلوا


الفتنة! ولاتشقّوا عصا هذه الامّة! ولاتوردوا علي أنفسكم خيول الشام! فقد ذقتموهم، وجرّبتم شوكتهم!.

فلمّا سمع أصحاب مسلم مقالتهم فتروا بعض الفتور!!). [2] .

ويواصل الطبري رواية النهاية المؤسفة عن لسان عبداللّه بن حازم: (قال: أشرف علينا الاشراف، فتكلّم كثير بن شهاب أوّل الناس حتّي كادت الشمس أن تجب، فقال: أ يّها النّاس، إلحقوا بأهاليكم ولاتعجلوا الشرّ، ولاتعرضوا أنفسكم للقتل، فإنّ هذه جنود أميرالمؤمنين يزيد قد أقبلت! وقد أعطي اللّه الامير عهداً لئن أتممتم علي حربه، ولم تنصرفوا من عشيّتكم، أن يحرم ذرّيتكم العطاء، ويفرّق مقاتلتكم في مغازي أهل الشام علي غير طمع، وأن يأخذ البريء بالسقيم، والشاهد بالغائب، حتّي لايبقي له فيكم بقية من أهل المعصية إلاّ أذاقها وبال ما جرّت أيديها!

وتكلّم الاشراف بنحوٍ من كلام هذا!

فلمّا سمع مقالتهم النّاس أخذوا يتفرّقون، وأخذوا ينصرفون!). [3] .


پاورقي

[1] تأريخ الطبري، 3:287.

[2] الاخبار الطوال: 239.

[3] تأريخ الطبري، 3:287؛ وانظر: الفتوح، 5:87.