بازگشت

عبدالرحمن بن عبدالله الارحبي


هو عبدالرحمن بن عبدالله بن الكدن بن أرحب... وبنو أرحب بطنٌ من همدان، كان عبدالرحمن وجهاً تابعياً شجاعاً مقداماً.

قال أهل السير: أوفده أهل الكوفة إلي الحسين (ع) في مكّة مع قيس بن مسهّر ومعهما كتب نحو من ثلاث وخمسين صحيفة.. وكانت وفادته ثانية الوفادات، فإنّ وفادة عبدالله بن سبع وعبدالله بـن والٍ الاولي، ووفـادة قـيـس ‍ وعـبدالرحمن الثانية، ووفادة سعيد بن عبدالله الحنفي وهاني بن هـانـي السبعي الثالثة، وقال أبومخنف: ولمّا دعا الحسين مسلماً وسرّحه قبله إلي الكوفة سرّح مـعـه قـيساً وعبدالرحمن وعمارة بن عبيد السلولي، وكان من جملة الوفود، ثمَّ عاد عبدالرحمن إليه فكان من جملة أصحابه. [1] .

وقـال المـامـقـانـي: «وهـو أحـد النـفـر الذيـن وجـهـهـم الحـسـيـن (ع) مـع مـسـلم، فـلمـّا خـذلوا أهـل الكـوفـة وقـُتـل مـسـلم ردَّ عـبـدالرحـمـن هـذا إلي الحـسـيـن (ع)مـن الكـوفـة ولازمـه حـتـي نال شرفي الشهادة وتسليم الامام (ع) في زيارتي الناحية المقدّسة والرجبية رضوان الله عليه.». [2] .

وعـلي هـذا يـكـون لعـبـدالرحـمـن الارحـبـي (رض) إلتـحـاقـان بـالامـام (ع)، الاوّل


فـي مـكـّة، والثـانـي بـعـد خـروجـه (ع) مـن مـكـّة، لان مقتل مسلم (ع) كان عند أوائل خروج الامام (ع) منها الي العراق.

«حـتـي إذا كـان اليـوم العـاشـر، ورأي الحـال، اسـتـأذن فـي القـتـال، فـأذن له الحـسـيـن (ع)، فـتـقـدّم يـضـرب بـسـيـفـه فـي القـوم وهـو يقول:



صبراً علي الا سياف والا سنّه

صبراً عليها لدخول الجنّه



ولم يزل يُقاتل حتي قُتل رضوان الله عليه.». [3] .

وقـد ورد فـي زيـارة النـاحـيـة المـقـدّسة: «السلام علي عبدالرحمن بن عبدالله بن الكدر الارحبي.»، [4] أمـا فـي الزيـارة الرجـبـيـة فـقـد ورد السلام هكذا: «السلام علي عبدالرحمن بن عـبـدالله الازدي.»، [5] والظـاهـر إتـحـادهـمـا لانـه ليـس فـي شـهـداء الطـفّ إلاّ رجل واحدٌ اسمه عبدالرحمن بن عبدالله. فتأمل.

هـذا وقـد تـفـرّد الشـيـخ المـفـيـد(ره) فـي ذكـر أنّ الذيـن بـعـثـهـم أهـل الكـوفـة الي الامـام الحـسـين (ع) في ثاني وفادة هم: قيس ‍ بن مسهّر الصيداوي، وعبدالله وعـبـدالرحـمـن ابـنـا شـدّاد الارحـبي، (بدلاً من عبدالرحمن بن عبدالله الارحبي)، وعمارة بن عبدالله السـلولي، كما قال الشيخ المفيد(ره) إنّ الامام (ع) دعا مسلماً(ع) فسرّحه إلي الكوفه مع هؤلاء أيضاً. [6] .

وهو خلاف ما ورد في سائر التواريخ وخلاف الوارد في زيارتي الناحية والرجبية.



پاورقي

[1] راجع: إبصار العين: 131 - 132.

[2] تـنـقيح المقال 2:145 / ولکنّ التستري ذکر أنه لم يقف علي تاريخ رجوع عبدالرحمن الارحـبـي (رض) إلي الامـام (ع) فـي کـونـه قـبـل أو بـعـد قتل مسلم (ع)، راجع: (قاموس الرجال 6:123).

[3] إبصار العين: 132.

[4] الاقبال 3:79.

[5] البحار 98:340.

[6] راجع: الارشاد: 203.