بازگشت

عابس بن ابي شبيب الشاكري


وورد إسمه في زيارة الناحية المقدّسة والزيارة الرجبية هكذا: عابس بن شبيب الشاكريّ. [1] .

«كـان عـابس من رجال الشيعة، رئيساً شجاعاً خطيباً ناسكاً متهجّداً، وكانت بنو شاكر من المخلصين بـولاء أمـيـرالمـؤمنين (ع)، وفيهم يقول (ع) يوم صفين: لو تمّت عدّتهم ألفاً لعُبد اللّه حقّ عبادته! وكانوا من شجعان العرب وحماتهم، وكانوا يُلقّبون فتيان الصباح.». [2] .

ولمـّا كـتـب مـسـلمٌ(ع) إلي الامـام (ع) مـن الكـوفـة يـطـلب إليـه التعجيل بالقدوم، أرسل كتابه مع عابس (رض) وصحبه شوذب مولاه (رض)، ثمّ بقيا مع الامام (ع) في مكّة، وصحباه في مسيره الي كربلاء، واستشهدا بين يديه. وروي أبو مخنف أنه لما التـحـم القـتـال في يوم عاشوراء، وقُتل بعض أصحاب الحسين (ع) جاء عابس الشاكري ومعه شوذب.


فقال لشوذب: «يا شوذب، ما في نفسك أن تصنع؟

قـال: مـا أصـنـع!؟ أقـاتـل مـعـك دون ابـن بـنـت رسـول الله (ص) حـتـّي أُقتل!

فـقـال: ذلك الظـنّ بـك، أمـّا الان فـتـقدّم بين يدي أبي عبداللّه حتّي يحتسبك كما احتسب غيرك من أصـحابه، وحتّي أحتسبك أنا، فإنّه لو كان معي الساعة أحدٌ أنا أولي به منّي بك لسرّني أن يـتـقـدّم بـيـن يـدي حـتـي أحتسبه، فإنّ هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الاجر فيه بكلّ ما نقدر عليه، فإنه لاعمل بعد اليوم، وإنّما هو الحساب!». [3] .

ولمـّا تـقـدّم عـابـس (رض) إلي الامـام (ع) يـسـتـأذنـه فـي القـتـال قال: «يا أبا عبداللّه، أما واللّه ما أمسي علي ظهر الارض ‍ قريب ولابعيد أعزّ عليَّ ولا أحـبّ إليَّ مـنـك، ولو قـدرت عـلي أن أدفـع عـنـك الضـيـم والقـتـل بشيء أعزّ عليَّ من نفسي ودمي لفعلته، السلام عليك يا أبا عبداللّه، أشهد أنيّ علي هداك وهدي أبيك. ثمّ مشي بالسيف مصلتاً نحو القوم وبه ضربة علي جبينه». [4] .

وروي أبـومـخـنـف عـن ربـيـع بـن تـمـيـم الهـمـدانـي أنـه قـال: «لمـّا رأيـتُ عـابـسـاً مقبلاً عرفته، وكنت قد شاهدته في المغازي والحروب وكان أشجع النّاس فصحت: أيها الناس، هذا أسدُ الاُسود! هذا ابن أبي شبيب! لايخرجنّ إليه أحدٌ منكم!. فأخذ عابس ينادي: ألا رجلٌ لرجل!؟

فـقـال عـمـر بـن سعد: إرضخوه بالحجارة!، قال: فرمي بالحجارة من كلّ جانب، فلمّا رأي ذلك ألقي درعه ومغفره! ثمّ شدَّ علي الناس، فوالله لرأيته يكردُ [5] أكثر من مائتين من النـاس! ثـمّ إنـّهـم تـعـطـّفـوا عـليـه مـن كـلّ جـانـب فـقـُتـل. قـال: فـرأيـت رأ سـه فـي


أيـدي رجـال ذوي عـدّة! هـذا يـقـول أنـا قـتـلتـه، وهـذا يـقـول أنـا قـتـلتـه! فـأتـوا عـمـر بـن سـعـد فقال: لاتختصموا، هذا لم يقتله سنان واحد! ففرّق بينهم.». [6] .


پاورقي

[1] راجع: الاقبال 3:79 و345 والبحار:98:273 و340.

[2] إبصار العين: 126 ـ 127.

[3] تأريخ الطبري 3:329.

[4] تاريخ الطبري 3:329.

[5] کَرَدَ القوم: أي صرفهم وردّهم / مجمع البحرين 3:136.

[6] تأريخ الطبري 3:329.