بازگشت

جنادة بن كعب بن الحرث الانصاري الخزرجي


قـال المـحـقّق السماوي (ره): «كان جنادة ممّن صحب الحسين (ع) من مكّة، وجاء معه هو وأهله، فلمّا كان يوم الطفّ تقدّم الي القتال فقُتل في الحملة الاولي.». [1] .

وذكـرتـه بـعـض المصادر التأريخية بإسم (جنادة بن الحارث الانصاري)، [2] كما ذكـرت ابـنـه الذي اسـتشهد بعده في الطفّ بإسم (عمرو بن جنادة)، أما السماويّ(ره) فقد ذكر ابنه بإسم (عمر بن جنادة). [3] .

لكنّ السماوي (ره) لمّا ذكر أسماء أنصار الامام (ع) الذين التحقوا بالامام (ع) مع عوائلهم، ذكر جنادة هذا باسم (جنادة بن الحرث السلماني). [4] .

ويـري النـمـازي إتـحـاد جـنـادة بن الحرث الانصاري مع جنادة بن كعب بن الحارث الانصاري، ويـراه غـيـر جـنـادة بـن الحـارث السـلمـانـي الازدي الذي عـدّه المـامـقـانـي، مـن أصـحـاب الرسول (ص) وأميرالمؤمنين (ع)، ولم يجد النمازي في زيارة الناحية المقدسة أو في الرجبية ذكـراً لاسـم جـنـادة ـ خـلافـاً لمـا قـال المـامـقـانـيّ [5] ـ


بـل وجـد فـي المـوضـعـين: السلام علي حيّان بن الحارث السلماني الازدي، [6] وهذا هو الوارد في متن الزيارتين بالفعل. [7] .

وروي فـي بـعـض الكـتـب أنّ جـُنـادة (رض) قـُتـل بـيـن يـدي الامـام (ع) فـي الحـمـلة الاولي، [8] كـمـا روي فـي بـعـض ‍ كـتـب المـقـاتل هكذا: «ثُمّ خرج من بعده ـ أي بعد نافع بن هلال (رض) ـ جنادة بن الحرث الانصاري وهو يقول:



أنا جنادة، أنا ابن الحارث

لستُ بخوّار ولا بناكثِ



عن بيعتي حتي يقوم وارثي

من فوق شلوٍ في الصعيد ماكثِ



فحمل ولم يزل يُقاتل حتي قُتل.

ثمّ خرج من بعده عمرو بن جنادة وهو يُنشد ويقول:



أضق الخناق من ابن هند وارمه

في عقره بفوارس الانصار



ومهاجرين مخضّبين رماحهم

تحت العجاجة من دم الكفّار



خضبت علي عهد النبيّ محمّد

فاليوم تُخضب من دم الفجّار



واليوم تُخضب من دماء معاشرٍ

رفضوا القُران لنصرة الاشرار



طلبوا بثاءرهم ببدرٍ وانثنوا

بالمرهفات وبالقنا الخطّار



واللّه ربّي لا أزال مضارباً

للفاسقين بمرهف بتّار



هذا عليَّ اليوم حقُّ واجب

في كلّ يوم تعانق وحوارِ




ثُمَّ حمل فقاتل حتي قُتل.». [9] .

وقـال السـيـد المـقـرّم (ره): «وجـاء عـمـرو بـن جـنـادة الانـصـاري بـعـد أن قـُتـل أ بـوه، وهـو ابـن إحـدي عـشـرة سـنـة، يـسـتـأذن الحـسـيـن فـأبـي وقـال: هـذا غـلامٌ قـُتـل ابـوه فـي الحـمـلة الاولي، ولعـلّ أمـّه تـكـره ذلك. قـال الغـلام: إنّ أمـّي أمـرتـنـي!. فـأذن له، فـمـا اسـرع أن قـُتـل ورمـي بـرأ سـه إلي جـهـة الحـسـين (ع)، فأخذته أمّه ومسحت الدم عنه وضربت به رجلاً قـريـبـاً مـنـهـا فـمـات! وعـادت الي المـخـيـّم فـأخـذت عـمـوداً وقيل سيفاً وأنشأت:



أنا عجوز في النسا ضعيفه

خاوية بالية نحيفه



أضربكم بضربة عنيفه

دون بني فاطمة الشريفه



فردّها الحسين الي الخيمة بعد أن أصابت بالعمود رجلين.». [10] .

ولعـلّ عمرو بن جنادة هو الشاب المقصود في الرواية التالية ـ لمشتركاتها الكثيرة مع الرواية السابقة ـ تقول هذه الرواية: «ثمّ خرج شاب قُتل أبوه في المعركة، وكانت أمّه معه، فقالت له أمـّه: أخـرج يـا بـُنـيَّ وقـاتـل بـيـن يـدي ابـن رسـول الله! فـخـرج، فـقـال الحـسـيـن (ع): هـذا شـابٌ قـُتـل أبـوه ولعـلَّ أمـّه تـكـره خـروجـه. فـقـال الشـاب: أمـّي أمـرتـنـي بـذلك!. فـبـرز وهـو يقول:



أميري حسينٌ ونِعم الامير

سرور فؤاد البشير النذير



عليُّ وفاطمةٌ والداه

فهل تعلمون له من نظير



له طلعةٌ مثل شمس الضحي

له غرّة مثل بدرٍ منير



وقـاتـل حـتـّي قُتل، وجُزَّ رأسه ورُمي به إلي عسكر الحسين (ع)، فحملت أمّه رأسه وقالت: أحسنتَ يا بُنيَّ يا سرور قلبي ويا قُرّة عيني. ثُمَّ رمت برأس ابنها


رجُلاً فقتلته، وأخذت عمود خيمة، وحملت عليهم وهي تقول:



أنا عجوزٌ سيّدي ضعيفه

خاوية بالية نحيفه



أضربكم بضربة عنيفه

دون بني فاطمة الشريفه



وضربت رجلين فقتلتهما! فأمر الحسين (ع) بصرفها، ودعا لها.». [11] .


پاورقي

[1] إبصار العين:158.

[2] مـقـتـل الحـسـيـن (ع) للخـوارزمـي 2:25 ومـنـاقـب آل أبي طالب 4:104.

[3] إبصار العين: 159.

[4] ابصار العين: 220 / (الفائدة الثالثة).

[5] قـال المـامقاني: «وسلّم الحجّة (ع) عليه بقوله: السلام علي جنادة بن کعب بن الحارث الانصاري وابنه عمرو بن جنادة». (تنقيح المقال 1:234).

[6] راجع: مستدرکات علم الرجال 2:239.

[7] راجع: الاقبال 3:79 وعنه البحار 98:273.

[8] إبصار العين: 158.

[9] مـقـتـل الحـسـيـن (ع) للخـوارزمـي 2:25 وانـظـر البـحـار 45:28 عـن مـنـاقـب آل آبي طالب 4:104.

[10] مقتل الحسين (ع) للمقرّم:253.

[11] البـحـار 45:27 ـ 28، وانـظـر: مـقـتـل الحـسـيـن (ع) للخـوارزمـي 2:25 ـ 26 ومـنـاقـب آل أ بي طالب 4:104.