بازگشت

الملتحقون به في مكة من اهل المدينة


روي ابـن عـسـاكر قائلاً: «وبعث الحسين إلي المدينة فقدم عليه من خفَّ معه من بني عبدالمطلّب وهم تسعة عشر رجلاً، ونساء وصبيان من إخوانه وبناته ونسائهم..». [1] .

ولايـخـفـي أنّ مـتـن هـذه الرواية لا يحدّد لنا أسماء هؤلاء الملتحقين من بني هاشم! كما أنّه «لم يـرد في الكتب التاريخية ذكر تفصيليُّ لاسماء الهاشميين في الركب الحسينيّ القاصد من المدينة الي مكّة المكرّمة، بل ورد في أغلب هذه الكتب ذكر إجمالي لمن خرج من الهاشميين مع الامام (ع) من المـديـنـة..»، [2] ولذا فقد يعسر تماماً علي المتتبّع أن يحدّد بدقّة كاملة أسماء جميع بـنـي هاشم الذين خرجوا مع الامام (ع) من المدينة، فيعرف علي ضوء هذا أسماء من التحقوا به (ع) في مكّة. ولذا فالمسألة بهذا الصدد تبقي علي إجمالها وإبهامها!

نـعـم، تـشـيـر مـجـموعة من الدلائل التأريخية [3] إلي أنّ الامام (ع) كان قد خرج من المـديـنـة المنوّرة بجميع أبنائه، وجميع أبناء أخيه الامام الحسن (ع)، وجميع بقيّة إخوته لابيه عدا محمّد بن الحنفيّة (رض)، وعدا عمر الاطراف كما هو الظاهر من سيرته. [4] .


وتـشـيـر هـذه الدلائل [5] أيـضـاً إلي أنّ مـسـلم بـن عـقـيـل (ع) كـان مـعـه أيـضـاً فـي خـروجـه مـن المـديـنة. ومع هذا فإنّ ذلك لايُخرج القضية من الاجـمـال الي التـفـصـيـل التـام، ذلك لانـنـا مـثـلاً لانـسـتـطـيـع القـول ـ عـلي ضـوء مـا عـنـدنـا مـن وثـائق تـأريـخـيـة ـ بـالنـسـبـة إلي آل عقيل الذين كانوا مع الامام (ع) في مكّة: مَن منهم التحق به في مكّة، ومَن منهم جاء معه من المدينة.

نـعـم، تـفيد بعض المصادر التاريخية أنّ ولدي عبدالله بن جعفر: عوناً ومحمّداً كانا مع أبيهما فـي القـدوم الي مـكـّة للقـاء الامـام (ع)، ثـمّ التـحـقـا بـالركـب الحـسـيـنـي أوائل خـروجـه مـن مكّة المكرّمة، [6] وتفيد مصادر أخري أنّ أباهما أ رسلهما من المدينة الي مكّة بكتاب الي الامام (ع)، وفي مكّة إلتحقا بالامام (ع). [7] .

هـذا غـايـة ما اتّضح لنا حول من التحق بالامام (ع) في مكّة المكرّمة من بني هاشم، أمّا من غير بني هاشم فلا نعلم أنّ أحداً إلتحق بالامام (ع) في مكّة قادماً إليه من المدينة المنوّرة سوي مانظنّه ظنّاً بالنسبة إلي جُنادة بن كعب بن الحرث الانصاري الخزرجي (رض)، الذي التحق مع عائلته بـالامـام (ع) فـي مـكـّة المـكرّمة، ذلك لاننا لم نعثر في التواريخ علي أنّه كان من سكنة مكّة أو الكـوفـة أو البـصـرة أو حـاضـرة أخـري مـن حـواضـر العالم الاسلامي آنذاك، وربّما كان مع عـائلتـه مـن المـعـتـمـريـن، أو ممّن أراد الحجّ سنة ستين للهجرة، فالتحق بالامام (ع) في مكّة وصـحـبـه إلي كـربلاء، وكذلك الامر بالنسبة إلي عبدالرحمن بن عبدربّ الانصاري الخزرجي (رض)، لكـننا صنّفناهما مع عمّار بن حسّان الطائي (رض) تحت


العنوان التالي، مع أننا نظنّ ظنّاً قوّياً أيضاً أنّ عمّار بن حسّان الطائي (رض) كان من سكنة الكوفة.


پاورقي

[1] تـاريـخ ابـن عـسـاکـر (تـرجمة الامام الحسين (ع) / تحقيق المحمودي): 298 رقم 256؛ وانظر: البداية والنهاية 8:178.

[2] راجع: الجزء الاول من (الرکب الحسيني من المدينة الي المدينة): 404 - 406.

[3] راجـع: الارشـاد: 201 والاخـبـار الطـوال: 228 والفـتـوح 5:21 وتـاريـخ الطـبـري 3:271.

[4] راجـع: قـامـوس الرجـال 8:214 وانـظـر: تـنـقـيـح المقال 2:346.

[5] راجـع: الارشـاد: 202 / محاورته (ع) مع مسلم في إصراره (ع) علي سلوک الطريق الاعظم.

[6] راجع: الارشاد: 219 وتأريخ الطبري 3:297.

[7] راجع: الفتوح: 5:75 ومقتل الحسين (ع) للخوارزمي 1:311.