بازگشت

اشارة


يـبـدو مـن ظاهر نصّ هذا الخبر أنّ عدد الشيعة الذين صحبوا ابن زياد الي الكوفة في هذا السفر لم يـكـن قـليـلاً ـ إن لم يـكـونـوا هـم الاكـثـر ـ فقد تساقط شريك الحارثي ومعه ناس! وكذلك تساقط عبداللّه يتأخّر إبن الحارث ومعه ناس! راجين أن يتأخّر ابن زياد لاجلهم فلا يسبقُ الامام (ع) في الوصول الي الكوفة!

تـُري هـل كـان هـذا التـسـاقـط أفـضـل الوسـائل لتـعـويـق ابـن زيـاد ومـنـعـه مـن دخول الكوفة قبل الا مام (ع)!؟

وإذا كـان شـريـك ومـن مـعه من الشيعة يعرفون الدور الخطير الذي سيقوم به ابن زياد لاستباق حـركـة الاحـداث فـي الكوفة وإدارتها لصالح يزيد! أفلم يكن من الراجح أن يقتلوا ابن زياد بـأيـّة صـورة، سـرّاً أو عـلنـاً، وإن أدّي ذلك إلي قتل أحدهم أو جماعة منهم أو جميعهم بعد ذلك، ترجيحاً لمصلحة الاسلام العُليا!؟

أم أنـنـا هـنـا ايـضـاً أمـام صـورة أخـري مـن صـور الوهـن والشلل النفسي الذي أصاب الامّة وتفشّي فيها، فأصاب هؤلاء أيضاً، فراءوا أنّ أقصي ما يمكنهم المبادرة إلي هو التساقط في الطريق فقط! متمنّين للامام (ع) أن ينصره الله علي أن لاتتعرّض دنياهم لايّ ضرر أو خطر!

إنـنـا لانـشـكُّ في إخلاص شريك وأمثال شريك من شيعة عليّ(ع)، ولكننا


نعجب من إقتصارهم علي التـفـكـير في التساقط فقط! وعدم تدبيرهم لخطّة يتخلّصون بها من ابن زياد ويخلّصون الامّة مـنـه فـي ثـنـايـا الطـريـق مـن البـصـرة إلي الكـوفـة! وربـّمـا كـان قـتـل ابـن زيـاد بـتدبير خفيّ غامض في ليلة ظلماء في هذه الرحلة أيسر بكثير ـ من حيث الاعتبارات العـرفيّة والتبعات ـ من قتله في بيت هاني بن عروة علي ضوء الخطّة التي أقترحها شريك نفسه يومذاك! نقول هذا كلّه بحسب الموازين والحسابات الظاهرية، ونعلم أنّ إرادة الله وتقديراته شيء آخر!