بازگشت

خمسمائة من البصريين في سفر ابن زياد الي الكوفة


روي الطبري عن عيسي بن يزيد الكناني قال: «لمّا جاء كتاب يزيد إلي عبيدالله بن زياد انتخب مـن أهـل البـصـرة خـمـسـمـائة، فـيـهـم عـبـدالله بـن الحـارث بـن


نـوفـل، [1] وشـريـك بـن الاعـور، [2] وكـان شـيـعـة لعـليّ، فـكـان أوّل مـن سـقـط بـالنـاس شـريـك، فـيـقـال إنـه تساقط غمرة ومعه ناس، ثمَّ سقط عبدالله بن الحـارث وسـقـط مـعـه نـاس، ورجـوا أن يـلوي عـليـهـم عـبـيـدالله ويسبقه الحسين الي الكوفة! فـجـعـل لايـلتـفـت إلي مـن سـقـط، ويـمـضـي حـتـّي ورد القـادسـيـة، وسـقـط مـهـران مـولاه فـقـال: أيـا


مـهـران، عـلي هـذه الحـال إن أمـسكتَ عنك حتي تنظر الي القصر فلك مائة ألف! قـال: لا واللّه مـا اسـتـطيع. فنزل عبيد اللّه فأخرج ثياباً مقطّعة من مقطّعات اليمن، ثمّ اعتجر بمعجرة يمانية، فركب بغلته ثمّ انحدر راجلاً وحده...». [3] .


پاورقي

[1] عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلّب بن هاشم، القرشي الهاشمي، أبومحمد، لقبه: ببّه، وأمّه هند بنت ابي سفيان أخت معاوية..، ولد علي عهد النبيّ(ص)، فحنّکه النـبـي (ص)، وتـحـوّل الي البـصـرة، واصـطـلح عـليـه أهل البصرة بعد موت يزيد بن معاوية، فأقرّه عبدالله بن الزبير.

قال ابن حبان: توفي سنة تسع وسبعين، قتلته السَّموم، ودفن بالابواء.

وقـال مـحـمـد بن سعد: توفي بعمان سنة اربع وثمانين عند انقضاء فتنة عبدالرحمن بن الاشعث، وکـان خـرج إليـهـا هـاربـاً مـن الحـجـّاج. (راجـع: تـهـذيـب الکـمـال 10:74) و«کـان رسـول الحـسـن ابـن عـلي (ع) مـن المـدائن الي مـعـاويـة.. وکـان مـن أفـاضـل المسلمين، تحوّل الي البصرة فسکنها وبني بها داراً، ولمّا کان أيام مسعود بن عمرو وخرج عبيد الله عن البصرة، واختلف الناس بينهم، وأجمعوا أمرهم فولّوا عبدالله بن الحارث صلاتهم وفياءهم، وکتبوا بذلک الي عبدالله بن الزبير، وقالوا: إنّا رضينا به.

فـأقـرّه ابـن الزبـيـر عـلي البـصـرة، فلم يزل عاملاً عليها سنة ثم عزله، وخرج عبدالله بن الحـارث الي عـمـان فـمـات بـهـا... وکـان ظـاهـر الصـلاح، وله رضـاً فـي العـامـة، واراده أهـل البـصـرة عـلي التعسف لصلاح البلد فعزل نفسه وقعد في منزله.. (راجع: تاريخ بغداد 1:212 وسير أعلام النبلاء1:201).

وقال المامقاني: «وإن وثّقه الثلاثة ـ اي أبوموسي الاصفهاني، وابن منده، وابن عبدالبر ـ إلاّ أنّ مـبـنـاهم في التوثيق غير معلوم، وبعد استفادة کونه إمامياً من ظاهر کلام الشيخ (الطوسي) نـجـعـل تـوثـيـق الجـمـاعـة إيـّاه مـدحـاً، مـُدرجـاً له فـي الحـسـان». (راجـع: تـنـقـيـح المقال 2:176).

وقـال النـمـازي: «أنـفـذه الحـسـن (ع) الي معاوية، وحبسه ابن زياد مع المختار وميثم... جملة من رواياته المفيدة حسنة». (مستدرکات علم الرجال 4:508).

[2] شريک بن الاعور: مرّت بنا ترجمة مختصرة له في ص 159.

[3] تأريخ الطبري 3:281؛ وانظر: مقتل الحسين (ع) للمقرّم:149.