بازگشت

اشارة


شـهـدت البـصرة في السرّ انعقاد هذا المؤتمر الشيعيّ فيها في الايام التي كانت تشهد أيضاً فـي العـلانـيـة تـحـرّكـات رؤسـاء الاخـمـاس والاشـراف عـلي أثـر وصول رسالة الامام (ع) إليهم، وكان الفارق كبيراً جدّاً بين المشهدين!


ذلك لانـهـا شـهـدت فـي تحرّكات الرؤساء والاشراف: تردّداً في نصرة الامام (ع)، وشهدت إعـراضـاً عـنـه، وخـيانة وغدراً! أللّهمّ إلاّ ماشهدته في تحرّك يزيد بن مسعود النهشلي (ره) من تحريك وتوجيه المشاعر القبلية ـ من خلال مزجها بمشاعر دينية ـ باتجاه نصرة الامام (ع).

لكنّ ما شهدته البصرة في السرّ كان شهوداً من نوع آخر!

إذ شـهـدت اجـتـمـاعـاً استمرّ أيّاماً في السرّ، لم يقم علي أساس الانتماء القبلي، فالمجتمعون كـانـوا مـن قـبـائل شـتـّي، بـل قـام عـلي أسـاس الولاء لاهـل البـيـت (ع) والبـراءة مـن أعـدائهـم، وقـد تـذاكـر فـيـه المـجـتـمـعـون أمـر الامـامـة ومـا آل إليه الوضع الراهن يومذاك، [1] وتداولوا ما يجب عليهم القيام به أداءً للتكليف الديـنـي «فـأجـمع رأ ي بعضٍ علي الخروج فخرج، وكتب بعض بطلب القدوم»، [2] وبـالفعل فقد نتج عن هذا المؤتمر المبارك أن انطلقت كوكبة كريمة من البصريين برغم أعين الرصـد وحـواجـز الحـصـار، تـتـجـّه مـسـرعـة إلي مكّة المكرّمة لتلتحق بالركب الحسيني ولتفوز الفوز العظيم.


پاورقي

[1] راجع: ابصار العين: 25.

[2] إبـصـار العـيـن: 25 / لکننا لم نعثر علي أثر تاريخي يفيد بأنّ بعض الشيعة في البـصـرة کـتـب إلي الامـام (ع) فـي مکّة يطلب منه القدوم الي العراق عامة أو البصرة خاصة، ولعـلَّ الشـيـخ السـمـاوي (ره) کـان قـد عـثـر عـلي مـثـل هـذا فقال به!.