بازگشت

خيانة المنذر بن الجارود


وكان هذا أيضاً من البصريين الذين كتب إليهم الامام (ع)، فلمّا أتـاه رسـول الامـام (ع) سـليـمـان بـن رزيـن (رض) بـالكـتـاب قـراءه، ثـمّ أخـذ الكـتـاب والرسـول الي عـبيد الله بن زياد، زاعماً [1] أنه خشي أن يكون الكتاب دسيسة من ابن زيـاد!، فـقـتـل ابـن زيـاد الرسـول! ثـمّ صـعـد المـنـبـر فـخـطـب وتـوعـّد أهل البصرة علي الخلاف وإثارة الارجاف! [2] .

كـان عـبـيـد الله بـن زيـاد صـهـراً للمـنـذر بـن الجـارود، إذ كـانت بحرية بنت المنذر (أو أخته) [3] زوجة له، وقد كافاء ابن زياد، المنذر علي جريمته النكراء هذه مكافئة كان يصبو إليـهـا المنذر الذي كشف تماماً في هذه الواقعة عن سوء عنصره وحقارته، حيث ولاّه السند من بلاد الهـنـد، لكـنـّه لم يـهـنـاء طـويـلاً بـجـائزتـه عـلي خـيـانـتـه تـلك، إذ هـلك فـي السـند سنة 62 ه‍. [4] .

ودعـوي ابـن الجـارود أنـه خـشـي أن يـكـون الكتاب دسيسة من ابن زياد دعوي كاذبة، إذ لم يكن طـريـق مـعـرفـة حـقيقة الامر منحصراً بتسليم الرسول والكتاب الي ابن زياد!، لقد كان بإمكان المـنـذر بـن الجـارود ـ لو كـان صـادقـاً ـ أن يـعـرف صـدق الرسول بأبسط تحقيق معه، لابتسليمه ليُقتل!.


پاورقي

[1] راجع: تأريخ الطبري 3:280.

[2] راجع: اللهوف: 114؛ والبحار 44:337.

[3] راجع: إبصار العين: 40.

[4] راجع: الاصابة 3:480.