بازگشت

رد الاحنف بن قيس


كتب الاحنف بن قيس ردّاً علي النسخة التي وصلته من كتاب الامام الحسين (ع) الي رؤسـاء الاخـماس في البصرة وأشرافها قائلاً: «أمّا بعدُ: فاصبر إنّ وعد اللّه حقٌ ولايـسـتخفنّك الذين لايوقنون»، [1] ولم يزد علي الاية [2] شيئاً! فكأنَّ الاحـنـف قـد رأي أنـه أدّي واجـبـه وتـكـليـفـه إزاء دعـوة الامـام (ع) للنـهـضـة لاحـيـاء سـنـّة رسول الله (ص)، فهو يكتفي بأن يوصي الامام (ع) بالصبر! وأن لايستخفّه الذين لايوقنون!

ولايـخـفـي عـلي العـارف بـسـيـرة الاحـنـف بـن قـيـس أنّ هـذا الرجـل كـان مـن أوضح مصاديق (الذين لايوقنون)، فموقفه هذا في جوابه هذا كاشف عن تردّده عن نـصـرة الامـام (ع) مـع علمه بأحقيّة الامام (ع) بالخلافة وقيادة الامّة، وموقفه الاخر من قبلُ في البـصـرة أيـضـاً فـي فـتـنـة عـبـدالله بـن عـامـر الحـضـرمـي الذي دعـا أهـل البـصـرة ـ بـعـد صـفـيـن ـ الي نـكـث بـيـعـة أمـيـرالمـؤمـنـيـن عـليّ(ع) مـرّة أخـري، حـيـث قـال الاحـنـف ردّاً عـلي مـا دعـا إليـه الحـضـرمـي رسـول مـعـاوية: «أمّا أنا فلا ناقة لي في هذا ولاجـمـل!»، [3] بـدلاً مـن أن يـهـبّ للدفـاع عـن أمـيـر المـؤمـنـيـن (ع) ويـدعـو أهـل البـصـرة فـي المـقـابـل إلي الثـبـات عـلي البـيـعـة والسـمـع والطـاعة!، وله موقف آخر من قـبـل ذلك أيـضـاً نـمَّ عـن تـردّده وضـعـف يـقـيـنـه، إذ بـعـث إلي أمـيـر المـؤمـنـيـن (ع) يـقـول: «إنـّي مـقـيـمٌ عـلي طـاعـتـك فـي قـومـي فـإن شـئتَ أتـيـتـك فـي مـائتـيـن مـن أهل بيتي فعلتُ، وإن شئت حبست عنك أربعة آلاف سيف من بني سعد!. فبعث إليه أميرالمؤمنين (ع): بل


احبس وكُفَّ..». [4] .


پاورقي

[1] مثير الاحزان: 27.

[2] الاية رقم 60 من سورة الروم.

[3] الغـارات 2:384 / وراجـع: تـرجـمـة الا حـنـف بـن قـيـس فـي الفصل الاول: ص 32 - 34 / الحاشية.

[4] کـتـاب الجـمـل والنـصـرة لسـيـّد العـتـرة: 295 / فـي الجـزء الاول من موسوعة مصنّفات الشيخ المفيد.