بازگشت

حركة الامة في البصرة


كـان ظـاهر الحياة السياسية والاجتماعية في البصرة سنة ستين للهجرة يوحي بأنّ عبيد الله بن زيـاد كـان قـد هيمن هيمنة سياسية وإدارية كاملة علي مجاري أمورها وعلي حركة الاحداث فيها، لما اتـصـف بـه مـن قـدرة عـلي الغـشـم والظـلم والجـور، وبـراعـة شـيـطـانـيـة فـي التـفـريـق بـيـن القـبـائل، وخـلق الكـراهـيـة بين الوجهاء والاشراف فيها، وما سوي ذلك من فنون المكر والخداع لمواصلة إخضاع وإذلال الامّة التي عرفت فساد الطغاة الامويين وولاتهم.

ويـسـاعد علي هذا الايحاء في الظاهر أيضاً وجود مجموعة كبيرة من أشراف ووجهاء البصرة ورؤسـاء الاخـمـاس [1] فيها ممن لهم علاقات ودّية حميمة مع الحكّام الامويين عامة وعبيد الله بن زياد خاصة.

أمـّا بـاطـن الحـيـاة السـيـاسـيـة والاجـتماعية في البصرة آنذاك فكان يشهد أمراً آخر، إذ كان في البـصـرة أشـراف ووجـهـاء ورؤسـاء أخـمـاس آخـرون ـ وإن كانوا قلّة ـ يعرفون حقائق الامور ويـحـبـّون الحـقّ وأهـله! كـمـا كـان فـي عـمـق الحياة البصرية نشاط سريّ لمعارضة شيعيّة، لها مـنـتـديـاتـهـا واجـتـمـاعـاتها في الخفاء، تتداول فيها الاخبار ومستجدّات الاحداث، ولها نوع من الارتـبـاط والعـلم بـأنـشطة المعارضة الشيعية في الحجاز وفي الكوفة، وكان عبيدالله بن زياد علي علم إجمالي بوجود هذه المعارضة الشيعية في البصرة، وكان يتوجّس منها ويحذرها.

ويـمـكـنـنـا هـنـا أن نـتـابـع حـركـة الامـة فـي البـصـرة مـن خلال:



پاورقي

[1] مـرَّ بـنـا مـن قـبـل مـعـنـي الاخـمـاس فـي الفـصـل الاول ص 28 فراجع.