بازگشت

اشارة


لهـذه الروايـة تـتـمة تتحدّث عن جوّ آخر غير الجوّ الحماسيّ الحسيني الذي تجلّي في مقالات ومواقف رجال مؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أمثال عابس بن أبي شبيب الشاكري، وحبيب بن مظاهر الاسدي، وسعيد بن عبدالله الحنفي، رضوان الله تعالي عليهم أجمعين.

جـوّ آخـر يـُخـفـي نـفـسـه ـ عـلي اسـتـيـحاء ـ في الاجواء الحماسية فلا يبين! وإن


كان تأثيره هو التـأثـيـر الا قـوي والفـاعـل فـي تـحـديـد ورسـم مـواقـف أكـثـر النـاس مـن أهـل الكـوفـة يـومذاك، إنه جوّ الشلل النفسي الذي تفشّي في أكثر الناس آنذاك وطغي عليهم حـتـي تـنـكّروا لبصائرهم، فاستحبّوا العمي علي الهدي، وخالفت أيديهم قلوبهم، فأطاعت سـيـوفـهـم مـن كـرهوا! فقتلت أعزَّ من أحبّوا!، وماذاك إلاّ للوهن الذي أصابهم حين كرهوا الموت وأحـبـّوا الحـيـاة الدنـيـا، فـصاروا من خوف الموت في ذلّ! فازدوجوا وتناقض الظاهر مع الباطن فيهم، وكذلك يستحوذ الشيطان علي من يؤثر الدنيا علي الاخرة!

يـقـول الحـجـّاج بن عليّ ـ الذي يروي عنه أبومخنف قصة هذا الاجتماع ـ: فقلت لمحمّد بن بشر ـ الهـمـدانـي الذي كـان حـاضـراً هـذا الاجـتـمـاع وروي قـصـّتـه ـ: فهل كان منك أنت قول؟

فقال: أ ني كنتُ لاُحبُّ أن يُعزّ الله أصحابي بالظفر، وما كنت لا حبّ أن أُقتلَ، وكرهتُ أن أكذب!! [1] .


پاورقي

[1] تأريخ الطبري 3:279.