بازگشت

دور المنافقين في موجة الرسائل


ركـب المـنـافـقـون والذيـن فـي قـلوبـهـم مـرض مـوجـة الرسـائل التـي بـعـث بـهـا أهـل الكـوفـة إلي الامام (ع)، فشاركوا فيها، أو كتبوا إليه مستقلّين عن غيرهم يدعونه أيضاً الي القدوم عليهم مدّعين الطاعة له والاستعداد لنصرته!

روي السيّد ابن طاووس (ره) أنّ الامام (ع) بعد أن قراء الكتاب الذي حمله إليه هاني بن هاني وسعيد الحنفي سألهما قائلاً:


«خبّراني من اجتمع علي هذا الكتاب الذي كُتب به إليّ معكما؟»

فـقـالا: يـا ابن رسول الله، شبث بن ربعي، وحجّار بن أبجر، ويزيد بن الحارث، ويزيد بن رويم، وعروة بن قيس، وعمرو بن الحجّاج، ومحمّد بن عمير بن عطارد!». [1] .

لكـنّ الشـيـخ المـفـيـد(ره) ذكـر أنّ هـؤلاء ـ المـنـافـقـيـن ـ كتبوا إلي الامام (ع) رسالة مستقلّة عن رسـائل غـيـرهـم، فـقال: «ثمّ كتب شبث بن ربعي، [2] وحجّار بن أبجر، [3]


ويـزيـد بـن الحـارث بـن رويـم، [4] وعـروة بن قيس، [5] وعمرو بن الحجّاج الزبـيـدي، [6] .


ومـحـمـّد بـن عمرو التيمي: [7] أمّا بعدُ، فقد اخضّر الجناب، وأينعت الثمار، فإذا شئت فأقبل علي جنُدٍ لك مجنّدة.». [8] .


پاورقي

[1] اللهـوف: 107 / وفـي نـقـل الطـبـري: يـزيـد بـن الحارث بن يزيد بن رويم، وفيه أيـضاً: عزرة بن قيس بدلاً من عروة بن قيس ‍ (تأريخ الطبري 3:278 / طبعة دار الکتب العلمية ـ بيروت)، أمّا في کتاب الارشاد:203 ففيه: يزيد بن الحارث بن رويم.

[2] شـبـث بـن ربـعـي التـميمي: کان مؤذّن سجاح التي أدّعت النبّوة (الطبري 2:268)، ثمّ أسلم، وکان فيمن أعان علي عثمان، ثم صار مع عليّ فهدم بأمره دار حنظلة بن الربيع، وله مـوقـف مـن مـعـاويـة، ثـمّ صـار مـن الخـوارج ثـمّ تـاب، ثـمّ حـضـر قـتـل الحـسـيـن، ثـم کـان مـمـّن يـطـلب دم الحـسـيـن مـع المـختار!! وکان علي شرطته!!، ثم حضر قتل المختار، ومات بالکوفة حدود الثمانين. (راجع: تقريب التهذيب 1:344).

ومـا زعـمـه العـسـقـلاني من أنّ شبث بن ربعي ممن طلب دم الحسين مع المختار وکان علي شرطته شاذُّ وغريب جدّاً، وقد تفرّد بهذا الزعم الذي لم يقل به غيره! والمعروف المشهور أنّ المختار(ره) لم يـستعن بأحدٍ ممّن شارک في قتل الحسين (ع)، بل طاردهم جميعاً فلم ينجُ من سيفه وعذابه إلاّ أقلّ القـليـل، نـعـم لقـد اسـتـعـان بـقـيـاداتـهـم عبدالله بن الزبير! ولذا استغرب الرجاليُّ المحقّق التستري من زعم العسقلاني فقال: «وما عن التقريب في کونه ممّن أعان علي عثمان، وفي شرطة المختار لم أتحققه!» (قاموس الرجال:390).

وشـبـث مـن أصـحـاب المـسـاجـد الاربـعـة المـلعـونـة التـي جـُدّدت بـالکـوفـة فـرحـاً واسـتبشاراً بـقـتـل الحـسـيـن (ع) مـع أنـه کـان قـد حـضـر صـفـيـن فـي صـف عـليّ(ع) (راجـع: قـامـوس الرجـال 5:388 والکـافـي 3:490 والتهذيب 3:250 وتاريخ خليفة بن خياط:115 وسير أعلام النـبـلاء 4:150 ووقـعة صفين: 199 ـ 205). والغريب أنّ ابن حبّان أورده في کتابه (الثقات 4:371) وقـال: ويـُخـطـيء! وأورده المـزّي فـي کـتـابـه (تـهـذيـب الکمال 8:266) ولم يطعن فيه!.

[3] حـجـّار بـن أبجر: أو بن أبحر العجلي السلمي، وهو ممّن کتب الي الحسين (ع) ثم صار إلي ابـن زيـاد، فـبـعـثه ليخذّل الناس عن مسلم بن عقيل (ع)، ثمّ انضمّ إلي الجيش الاموي بقيادة ابـن سـعـد لقـتـال الحـسـيـن (ع)، ثـمَّ صـار مـن جـنـد عـبـدالله بـن مـطـيـع العـدوي لقـتـال المختار، وکان أبوه نصرانيّاً! وکان هو ممّن شهد علي حُجر بن عدي (رض)، ورفع راية الامان لابنه يوم خروج مسلم، وأنکر کتابه للامام يوم عاشوراء، ثمّ حارب المختار، ثمّ حارب عـبـدالله بن الحرّ لمصعب فانهزم أمامه، فشتمه مصعب وردّه، ثمّ کان فيمن کتب إليهم عبدالملک بـن مروان من أهل الکوفة فشرطوا عليه ولاية اصبهان، فأنعم بها لهم کلّهم!، ولکنه کان قد خـرج مـع مـصـعـب مـتـظـاهراً بقتال عبدالملک... وکان حيّاً إلي سنة 71 ه‍ ثم لم يُعلم اثره (راجع: مستدرکات علم الرجال 2:310 ووقعة الطفّ 94).

[4] يـزيـد بـن الحـارث بـن يـزيـد بـن رويـم: ابـو حـوشـب الشيباني، أنکر کتابه يوم عـاشـوراء، فـلمـّا هـلک يـزيد، وخلّف عبيد الله بن زياد علي الکوفة عمرو بن حُريث، فدعا إلي بـيـعـة ابـن زيـاد، قـام يـزيـد بـن الحـارث هـذا فـقـال: الحمدُ لله الذي أراحنا من ابن سميّة، لا ولاکـرامـة! فـأمـر بـه عـمـرو بـن حـريـث أن يـسـجـن فحالت بنو بکر دون ذلک، ثمّ صار من أصـحـاب الخـطـمـي الانـصـاري لابـن الزبـيـر، فـکـان يـحـثـّه عـلي قـتال سليمان بن صرد وأصحابه قبل خروجهم! ثمّ کان يحثّه علي حبس المختار! ثم بعثه ابن مـطـيـع إلي جـبـّانـة مـراد لقـتـال المـختار، ووضع رامية علي أفواه السکک فوق البيوت فمنع المختار من دخول الکوفة، ثُمَّ ثار علي المختار في إمارته ببني ربيعة فانهزم بأصحابه... ثـمّ أمـرّه مـصـعـب عـلي المـدائن، ثـمّ ولي الريّ لعـبـد المـلک بن مروان، فقتله الخوارج (راجع: الطبري 3:443 و425 و506 ووقعة الطف:94).

[5] عـزرة بـن قـيـس الاحـمسي: کان من الشهود علي حُجر، ولهذا کتب الي الامام (ع) ليکفّر عن ذلک، ولقـد استحيي أن يأتي الامام (ع) من قبل عمر بن سعد ليسأ له ما الذي جاء به!، ولقد أجابه زهير بن القين عشيّة التاسع من المحرّم يُعرّض به: أما والله ما کتبتُ إليه کتاباً قطّ، ولا أرسلتُ إليه رسولاً قطّ، ولاوعدته نصرتي قطّ.

وکـان عـزرة عـثـمـانـيـاً، وجـعـله ابـن سـعـد عـلي الخـيـل يـوم عـاشـوراء، وکـان يـحـرسـهـم بالليل، وکان فيمن حمل الرؤوس الي ابن زياد. (راجع: وقعة صفين: 95).

وقد ورد ذکره في (الارشاد:203) وفي (الفتوح 5:34) بإسم عروة بدلاً من عزرة لکنّ (تأريخ الطـبـري 3:278) ذکـره بـإسـم عـزرة، وکذلک (أنساب الاشراف 3:158)، وکذلک أورده ابن عـدي فـي (الضـعـفـاء 5:377)، والذهـبـي فـي (مـيـزان الاعـتـدال 3:65)، والمـزيّ فـي (تـهـذيـب الکـمـال 13:34). فـالظـاهـر أنّ إسـم هـذا الرجل هو عزرة، ولعلّ عروة تصحيف لذلک الاسم.

[6] عـمـرو بـن الحـجـّاج الزبـيـدي: وهـو مـن الذين شهدوا زوراً وکذباً علي حُجر بن عدي (رض) بـالکفر بالله، وهو ممن کتبوا الي الامام (ع) يدعونه الي القدوم الي الکوفة، وهو الذي هدّاء حـرکة قبيلة مذحج بأسلوب مريب وأرجعهم عن قصر ابن زياد حينما أتوا لاسنتقاذ هاني بن عروة، وهـو الذي بـعـثـه عمر بن سعد في خمسمائة فارس علي المشرعة وحالوا بين الامام الحسين (ع) وأصـحـابه وعيالاته وبين الماء، وکان مع ابن مطيع ضد المختار، ولما غلب المختار هرب عمرو فـأخـذ طـريـق شـراف وواقـصة فلم يُعلم له أثر بعد ذلک. (راجع: تأريخ الطبري 3:277 و278 و286 و311 و445 و459). وکـان عـلي مـيـمـنـة ابـن سـعـد يـوم عـاشـوراء، وحـمـل عـلي مـيـمـنة أصحاب الامام (ع) بمن معه، وهو الذي اقترح أن يُرمي الامام (ع) وأنصاره بـالحـجـارة بـدل المـبـارزة! وهـو الذي کـان يـحـرّض عـسـاکـر أهـل الکـوفـة عـلي الامـام (ع) وانـصـاره قـائلاً: يـا أهـل الکـوفـة إلزمـوا طـاعـتکم وجماعتکم ولا تـرتـابـوا فـي قـتـل مـن مـرق مـن الديـن وخـالف الامـام!! فـقـال الحسين (ع): يا ابن الحجّاج! أعليَّ تحرّض ‍ الناس!؟ أنحن مرقنا من الدين وأنتم ثبتُّم عـليـه!؟ والله لتـعـلمـنّ أيُّنـا المـارق مـن الديـن، ومن هو أولي بصَلْي النار!. وکان عمرو ممن حمل الرؤوس ‍ من کربلاء الي الکوفة. (راجع: البحار 45:13 و19 و107).

وکانت رويحة بنت عمرو بن الحجّاج هذا زوجة لهاني بن عروة (رض) وهي أمّ يحيي بن هاني، وکان هـانـي بـن عـروة (رض) قـد انـقـطـع عـن زيـارة قـصـر ابـن زيـاد وحـضـور مـجـلسـه ـ بـعـد أن نـزل مـسـلم بـن عـقـيـل (ع) عـنـده ـ بـدعـوي أنـّه مـريـض، فـأ رسـل ابـن زياد إليه عمرو بن الحجّاج الزبيدي ومحمد بن الاشعث وأسماء بن خارجه ليأتوا به إليه. (راجع: الارشاد 208).

وذکـر النـمـازي أنّ عـمـرو هـذا مـن مـجـاهـيـل الصـحـابة، وذکره باسم عمر بدلاً من عمرو (راجع: مستدرکات علم الرجال 6:32).

[7] محمد بن عمرو التيمي، أو محمد بن عمير بن عطارد (کما في اللهوف: 107)، أو محمد بن عمير التميمي (کما في تاريخ الطبري 3:278): وکان أحد أمراء الجند في صفّين مع عليّ(ع)! (راجع: لسان الميزان 5:328)، وهو ممّن سعي في دم عمرو بن الحمق الخزاعي (رض) عند زياد حـتـي لامـه علي ذلک عمرو بن حريث وزياد (راجع: تاريخ الطبري 3:225)، وکان ممّن شهد علي حـُجـر بـن عدي (رض)، وکان علي مضر في محاربة المختار، ثمّ بايع المختار فبعثه والياً علي آذربـيـجـان، وکـان مـع الحـارث بـن أبـي ربـيـعـة والي الکـوفـة لابـن الزبـيـر فـي قـتـال الخـوارج، وکـان مـمـن کـاتـبـه عـبـدالمـلک بـن مـروان مـن أهـل الکـوفة، ثمّ ولاّه همدان، ثمّ رجع الي الکوفة فکان بها في ولاية الحجّاج عام 75 ه‍، ثمّ لم يُعلم أثره (راجع: وقعة الطفّ: 95).

[8] الارشاد: 203.