بازگشت

اشارة


عـمـرة بـنـت عـبـدالرحـمـن بـن سـعـد الانـصارية المدنية، لم يرد لها ذكر في كتبنا الرجالية ولا التـراجـم، لكـنّ كـتـب السـنـّة تـرجـمـت لهـا بـإطـراء وثـنـاء عـليـهـا! فـهـا هـو الذهـبـي يـقـول فـيـهـا: «الفـقـيهة، تربية عائشة وتلميذتها... كانت عالمة، فقيهة، حجّة، كثيرة العلم، وحديثها كثير في دواوين الاسلام، توفيت عام ثمان وتسعين.». [1] .


ويُغنينا قول الذهبي فيها إنها تربية عائشة وتلميذتها عن كلّ تعليق!

ذلك لانّ كـراهـيـة عـائشة لاهل البيت (ع) وحقدها عليهم أمر أوضح من الشمس في رابعة النهار، فـعـن أمـيـر المـؤمـنـيـن (ع): «وأمـّا فـلانـة فـأدركـهـا رأي النـسـاء وظـغـن غـلا فـي صـدرهـا كـمـرجـل القـيـن!»، [2] ولم تـتـورّع عـائشـة عـن إعـلان هـذه الكـراهـية في مواقف كثيرة، وهل ينسي منعها دفن الامام الحسن (ع) إلي جوار جدّه (ص) وقولها: «تريدون أن تُدخلوا بيتي من لا أهوي ولا أحبّ!» [3] وقولها: «نحّوا ابنكم عن بيتي!». [4] .

فـإذا كـان هـذا حـال الاسـتـاذة فـمـا حـال مـريـدتـهـا وربـيـبـتـهـا!؟ وهل يُتوقَّع منها غير أن تأمر الامام (ع) بإطاعة يزيد وعدم شقّ عصا الجماعة! والقعود عن أيّ قيام في وجه الطاغوت!


پاورقي

[1] سير أعلام النبلاء 4:509؛ وانظر: تهذيب التهذيب 12:466.

[2] نهج البلاغة: 218 الخطبة 156 / ويقول ابن أبي الحديد: «.. ثمّ ماتت فاطمة فجاء نـسـاء رسول الله (ص) کُلهنَّ إلي بني هاشم في العزاء إلاّ عائشة فإنّها لم تأتِ، وأظهرت مـرضـاً! ونُقل إلي عليّ(ع) عنها کلام يدلّ علي السرور!» (راجع: شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 9:198).

[3] أمالي الطوسي:161 المجلس 6 حديث رقم 267 / 19؛ وعنه البحار 44:153.

[4] الکافي 1:302؛ وعنه البحار 44:143.