بازگشت

عبدالله بن الزبير... والنصائح المتناقضة


لم يـسـتـثـقـل عـبـدالله بن الزبير [1] وجود الامام الحسين (ع) من قبلُ في أيّ مكان


ـ بعد مـوقـعـة الجـمـل ـ كـمـا أسـتـثقله في مكّة المكرّمة أيّام تواجد الامام (ع) فيها بعد رفضه البيعة ليـزيـد، ذلك لانّ ابن الزبير كان قد نوي منذ البدء أن يتّخذ مكّة المكرّمة منطلقاً للتمرّد علي السـلطـة الامويـة ومـركـزاً لا دارة أمـور البـلدان الاخـري فـي حـال نـجـاحـه فـي مـسـعاه، ولذا فقد كان في حاجة ماسّة إلي أن يخلو له وجه مكّة من أي منافس، وتـصـفـو له مـن كـلّ مـزاحـم، فـمـا بـالك بمزاحمٍ ومنافسٍ لايري الناس ابن


الزبير قباله شيئاً مـذكـوراً!؟ ولايـعـبـاءون بـحـضـوره أو بـغـيـابـه إذا حـضـر ذلك الشـخـص ‍ المبجّل عندهم!؟.

فـمـع وجود الامام الحسين (ع) في مكّة المكرّمة كانت الارض قد ضاقت علي ابن الزبير بما رحبت، وضـاقـت عـليـه حـرجـاً أنـفـاسه كأنما يصّعدُ في السماء، لكنه كان يُداري حراجة تلك الايّام باستظهار هدوءٍ مفتعل، وصبر مصطنع، ويتكتّم علي حسده وغِلّه ونواياه بما هو فوق طاقته!

يـقـول التـأريـخ: «واشـتـدّ ذلك عـلي ابـن الزبـيـر لانـه كـان قـد طـمـع أن يـبـايـعـه أهـل مـكـّة، فـلمـّا قـدم الحـسـين شقّ ذلك عليه، غير أنه لايُبدي ما في قلبه الي الحسين، لكنّه يـخـتـلف إليـه ويـصـلّي بصلاته، ويقعد عنده ويسمع حديثه، وهو يعلم أنه لايبايعه أحدٌ من أهل مكّة والحسين بن عليّ بها، لانّ الحسين عندهم أعظم في أنفسهم من ابن الزبير.». [2] .

«وأمـّا ابـن الزبـيـر فـإنـه لزم مـصـلاّه عـنـد الكـعـبـة، وجعل يتردد في غبون ذلك إلي الحسين في جملة الناس، ولايمكنه أن يتحرّك بشيء مما في نفسه مـع وجـود الحـسـيـن، لِمـا يـعـلم مـن تـعـظـيـم النـاس له وتـقـديـمـهـم إيـّاه عـليـه... بـل النـاس إنـّمـا مـيـلهـم الي الحـسـيـن لانـه السـيـّد الكـبـيـر، وابـن بـنـت رسول الله (ص)، فليس علي وجه الارض يومئذٍ أحدٌ يساميه ولايساويه...». [3] .

مـن هـنا كان كلُّ همِّ عبدالله بن الزبير وأقصي أُمنيته أن يخرج الامام الحسين (ع) من مكّة لتخلو له، وكـان ابـن الزبـيـر يـظـنّ أنّ مـايـضـمـره خافٍ علي


الامام (ع) وعلي الاخرين من وجهاء الامّة وأعـلامـها، غير أنّ أمره كان أظهر من أن يخفي علي ذي فطنة كابن عباس مثلاً، فما بالك بالامام (ع)!؟

يـروي الطبري أنّ ابن الزبير أتي الامام الحسين (ع) ـ بعد خروج ابن عباس (رض) من عند الامـام (ع)! ـ فـحـدّثـه ساعة، ثمّ قال: ما أدري ما تركنا هؤلاء القوم وكفّنا عنهم، ونحن أبناء المهاجرين وولاة الامر دونهم!؟ خبّرني ما تريد أن تصنع؟

فقال الحسين (ع): واللّه لقد حدّثت نفسي بإتيان الكوفة، ولقد كتب إليَّ شيعتي بها وأشراف أهلها، وأستخير الله.

فـقـال له ابـن الزبـيـر: أمـا لو كـان لي بـهـا مـثـل شـيـعـتـك مـا عـدلت بـها! ثمّ خشي أن يتّهمه فقال: أما إنّك لو أقمت بالحجاز ثمّ أردتَ هذا الامر ها هنا ماخولف عليك إن شاء الله!

ثم قام فخرج من عنده.

فـقـال الحـسـيـن (ع): «هـا إنّ هذا ليس شيء يؤتاه من الدنيا أحبّ إليه من أن أخرج من الحجاز الي العـراق، وقـد عـلم أنـه ليـس له مـن الامـر معي شيء، وأنّ الناس لم يعدلوه بي فودَّ أنّي خرجت منها لتخلو له.». [4] .

ويـروي ابـن عـسـاكـر عـن مـعـمـر، عـن رجـل أنـه سـمـع الامـام الحـسـيـن بـن عـليّ(ع) يـقـول لابـن الزبـيـر: «أتـتـنـي بـيـعـة أربـعـيـن ألفـاً يـحـلفـون لي بـالطـلاق والعـتاق


من أهل الكوفة ـ أوقال من أهل العراق ـ.

فقال له عبدالله بن الزبير: أتخرج إلي قوم قتلوا أباك وأخرجوا أخاك!؟». [5] .

ويـروي الطـبـري أيـضـاً عـن عـبـدالله بـن سـليـم والمـُذري بـن المـشـمـعـّل الاسـديين أنهما رأيا ـ يوم التروية! ـ فيما بين الحجر وباب الكعبة كُلاًّ من الامام الحـسـيـن (ع) وعـبـدالله بـن الزبـيـر قـائمـيـن عـنـد ارتـفـاع الضـحـي، وسـمـعـا ابـن الزبـيـر يـقـول للامام (ع): «إنْ شئت أن تقيم أقمتَ فَوُلِّيتَ هذا الامر، فآزرناك وساعدناك ونصحنا لك وبايعناك!

فـقال له الحسين (ع): إنّ أبي حدّثني أنّ بها كبشاً يستحلّ حرمتها! فما أحبّ أن أكون أنا ذلك الكبش!

فقال له ابن الزبير: فأقم إن شئت وتولّيني أنا الامر، فتُطاع ولاتُعصي!

فقال (ع): وما أريد هذا أيضاً!». [6] .

أمـّا الديـنـوري فـيـروي قـائلاً: «وبـلغ عـبـدالله بـن الزبـيـر مـا يـهـمُّ بـه الحـسـيـن، فـأقبل حتي دخل عليه، فقال له: لو أقمت بهذا الحرم، وبثثت رسلك في البلدان، وكتبت إلي شـيـعـتـك بـالعـراق أن يـقـدمـوا عـليـك، فـإذا قـوي أمـرك نـفـيـتـُ عـمـّال يـزيـد عـن هـذا


البـلد، وعليَّ لك المكانفة والمؤازرة، وإن عملتَ بمشورتي طلبتَ هذا الامر بـالحـرم، فـإنـّه مـجـمـع أهل الافاق ومورد أهل الاقطار، لم يعدمك بإذن الله إدراك ما تريد، ورجوتُ أن تناله!». [7] .

وفـي روايـة أخـري عـن أبـي مـخـنـف عـن أبـي سـعـيـد عـقـيـصـا، [8] عن بعض أصحابه قـال سـمـعـت الحـسـيـن بـن عـليّ وهـو بـمـكـّة وهـو واقـف مـع عـبـدالله بـن الزبـيـر فقال له ابن الزبير: إليَّ يا ابن فاطمة!

فأصغي إليه، فسارّه، ثمّ التفت إلينا الحسين (ع)


فقال: أتدرون ما يقول ابن الزبير؟

فقلنا: لاندري، جعلنا فداك!

فقال: قال أَقِمْ في هذا المسجد أجمع لك الناس!

ثـمّ قـال الحـسـيـن (ع): والله لئن أُقـتـل خـارجـاً مـنـهـا بـشـبـر أحـبّ إليَّ مـن أن أُقتل داخلاً منها بشبر!، وأيمُ الله لو كنت في جُحر هامّة من هذه الهوام لاستخرجوني حتي يقضوا فيّ حاجتهم!، والله ليعتدُنَّ عليَّ كما اعتدت اليهود في السبت!». [9] .

أمـّا ابـن قـولويـه (ره) فـيـروي (بـسـنـدٍ) عـن سـعـيـد عـقـيـصـا قال:

سـمـعـت الحـسـيـن بـن عـليّ(ع) وخـلابـه عـبـدالله بـن الزبـيـر فـنـاجـاه طـويـلاً، ثـمَّ أقـبـل الحـسـيـن (ع) بـوجـهـه إليـهـم وقـال: إنّ هـذا يـقـول لي: كن حماماً من حمام الحرم، ولان أقـتـل وبـيـنـي وبـيـن الحـرم بـاعٌ أحـبّ إليَّ مـن أن أقـتـل وبـيـنـي وبـيـنـه شـبـر، ولان أُقتل بالطفّ أحبّ إليَّ من أن أُقتل بالحرم». [10] .

ويـروي ابـن قـولويـه (ره) أيـضـاً عـن الامـام الصـادق (ع) أنـه قال:

«قال عبدالله بن الزبير للحسين (ع): ولو جئت إلي مكّة فكنتَ بالحرم! [11] .


فـقـال الحـسـيـن (ع): لانـَسـتـحـلّهـا، ولاتـُسـتـحـلُّ بـنـا، ولان أُقـتـل عـلي تـل أعـفـر [12] أحـبّ إليَّ مـن أن أُقتل بها». [13] .

ويروي ابن قولويه (ره) أيضاً عن الامام أبي جعفر(ع) أنّ ابن الزبير شيّع الامام الحسين (ع): «فقال: يا أبا عبدالله، قد حضر الحجُّ وتدعه وتأتي العراق!؟

فـقـال:يـا ابـن الزبـيـر، لان أُدفـن بـشـاطـيء الفـرات أحـبّ إليّ مـن أن أُدفن بفناء الكعبة!». [14] .

وروي السـيـّد ابن طاووس (ره) أنّ عبدالله بن العبّاس (رض) وعبدالله بن الزبير جاءا الي الامـام (ع) فـأشـارا عـليـه بـالامـسـاك، فـقـال لهـمـا: إن رسول الله (ص) قد أمرني بأمرٍ وأنا ماضٍ فيه!». [15] .

ويـبـدو أنّ ابـن الزبير ـ من جملة محاوراته مع الامام (ع) ومن مجموع الاخبارات المتناقلة آنذاك عن مـصـرع الامـام (ع) ـ كـان يـعـلم أنّ الامـام (ع) سـوف يُقتل في سفره هذا الي العراق لامحالة، وأنّ ذلك آخر العهد به (ع)، فحرص في اللحظات الاخـيـرة عـلي الاسـتـفـادة مـن عـلم الامـام (ع)، فـسـأله قـائلاً: «يـا ابـن رسـول الله، لعـلّنـا لانـلتـقـي بـعـد اليوم، فأخبرني متي يرث المولود ويورث؟ وعن جوائز السلطان هل تحلّ أم لا؟».

فـأجـابـه (ع): «أمـّا المـولود فـإذا اسـتـهـلّ صـارخـاً.. وأمـّا جـوائز السـلطـان فحلال مالم يغصب الاموال.». [16] .



پاورقي

[1] عـبـدالله بـن الزبـيـر بـن العـوّام: وأمـّه أسـمـاء بـنـت أبـي بـکـر، وقـيـل: إنـه ولد فـي السـنـة الاولي أو السنّة الثانية من الهجرة، وقد عُدَّ من صغار الصحابة (راجـع: سـيـر أعـلام النـبـلاء، 3:364)، وهـو الذي قـال له النـبـيّ(ص) ـ حـيـن شـرب دم حـجـامـتـه ـ ويـلٌ للناس منک!، وهو الذي کان يخالف السنّة الثـابـتة ويواصل في الصوم سبعة أيّام، وإن حاول الذهبي الاعتذار عنه بقوله: لعلّه ما بلغه النـهـي عـن الوصـال! (راجـع: سـيـر أعـلام النبلاء، 3:366)، وهو الذي رکع فقراء في رکوعه البـقـرة وآل عـمـران والنـسـاء والمـائدة، مـع النـهـي الوارد عـن رسـول الله (ص)، وإن حـاول الذهـبـي أيـضـاً الاعتذار عنه بقوله: بأنّ ابن الزبير لم يبلغه حديث النهي! (راجع: سير أعلام النبلاء، 3:369).

وقـد وصـفـه أمـيـر المـؤمنين (ع) في واحدٍ من أخباره بالمغيّبات قائلاً: «خَبُّ، ضبُّ، يروم أمراً ولايـُدرکه، ينصب حبالة الدين لاصطياد الدنيا، وهو بعدُ مصلوب قريش!». (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، 7:24).

وکـان ابـن الزبـيـر قـد رغـّب عـثـمـان بـن عـفـّان ـ أثـنـاء الحـصـار ـ بـالتـحـوّل الي مـکـّة، لکـنّ عـثـمـان أبـي ذلک قـائلاً: إنـّي سـمـعـتـُ رسـول الله يـقـول: يـُلحـد بـمـکـّة کـبـش مـن قـريـش إسـمـه عـبـدالله، عـليـه مثل نصف أوزار الناس. (راجع: سير أعلام النبلاء:3:375).

وقـد حـذّره عـبـدالله بـن عـمـرو بـقـوله: «إيـّاک والالحـاد فـي حـرم الله، فـأشـهـد لسـمـعـتـُ رسول الله يقول: يُحلّها ـ وتحل به ـ رجل من قريش ‍ لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها، (سير أعلام النبلاء، 3:378).

وکـان عـبـدالله بـن الزبـيـر مـن أهـمّ العـوامـل التـي أثـّرت فـي تـغـيـيـر مسار أبيه، وفي هذا يـقـول أمـيـر المـؤمـنـيـن (ع): «مـازال الزبـيـر مـنـّا حـتـّي نشاء ابنه عبدالله!» (بحار الانوار، 34:289)، وهـو الذي حـرّض عـائشـة عـلي مواصلة المسير الي البصرة حين قصدت الرجوع بعد نـباح کلاب الحواءب عليها، وهو الذي بقي أربعين يوماً لايصلّي علي النبيّ(ص) في خطبته حتي التـأت عـليـه النـاس، فـقـال: إنّ له أهـل بـيـت سـوء! إذا ذکرته اشرأبّت نفوسهم إليه وفـرحـوا بـذلک، فلا أحبّ أن أقرّ أعينهم بذلک! (راجع: العقد الفريد، 4:413 وبحار الانوار، 48:183)، وهو الذي دعا ابن عباس ومحمّد بن الحنفية وجماعة من بني هاشم إلي بيعته، فلمّا أبـوا عـليـه جـعـل يـشـتـمـهـم ويـتـنـاولهـم عـلي المـنـبـر.. ثـم قـال: لتـبـايعن أو لاحرقنّکم بالنار! فأبوا عليه، فحبس محمد بن الحنفية في خمسة عشر من بني هاشم في السجن (العقد الفريد، 4:413 وانظر: مروج الذهب: 3:86/الطبعة الميمنيّة).

وقـد کـان ابـن الزبـيـر يـبـغـض بني هاشم ويلعن عليّاً(ع) ويسبّه، وکان حريصاً جدّاً علي الامارة والسـلطـة، وکـان يـدعو الناس الي طلب الثأر قبل موت يزيد، فلمّا مات طلب الملک لنفسه لا للثار. (راجع: مستدرکات علم الرجال، 5:18).

وکان ابن الزبير هذا متصّفاً بصفات وخِلالٍ تنافي أخلاقيات الرئاسة ولايصلح معها للخلافة، إذ کـان بـخـيلاً، سيي ء الخلق، حسوداً، کثير الخلاف ولذا تراه أخرج ابن الحنفية، ونفي ابن عباس الي الطائف (راجع: فوات الوفيات، 1:448).

وقد عاني الناس أيّام سلطته القصيرة أنواع البؤس والجوع والحرمان، وخصوصاً الموالي فقد لاقوا منه أنواع الضيق حتي أنشد شاعرهم فيه:



إنّ الموالي أمست وهي عاتبة

علي الخليفة تشکو الجوع والسغبا



ماذا علينا وماذا کان يُرزؤنا

أيّ الملوک علي من حولنا غلبا



(راجع: مروج الذهب، 3:22).

وکـان تـصـنـّعـه النـسـک والتـقـشـّف والتـقـوي لصـيـد البـسـطاء وإغراء السذّج من هذه الامّة، ويـُنـقـل أنّ زوجـة عـبدالله بن عمر ألحّت عليه أن يبايع ابن الزبير لما رأت من ظاهر طاعته وتقواه، فقال لها ابن عمر: أما رأيتِ بغلات معاوية التي کان يحجُّ عليها الشهباء!؟ فإنّ ابن الزبير ما يريد غيرهنّ!!. (راجع: حياة الامام الحسين بن علي (ع)، 2:310 عن المختار: 95).

[2] الفـتـوح، 5:26 وإعـلام الوري: 223 وانـظـر البـدايـة والنـهـاية، 8:153 وکذلک روضة الواعظين:172.

[3] البداية والنهاية، 8:153 وانظر: تأريخ الاسلام: 268.

[4] تـأريخ الطبري، 3:295 وانظر: الکامل في التأريخ، 2:546 والبداية والنهاية، 8:172 وشرح الاخبار، 3:145.

وقـال المـزي فـي تـهذيب الکمال، 4:489: «وکان ابن الزبير يغدو ويروح الي الحسين ويشير عليه أن يقدم العراق، ويقول: هم شيعتک وشيعة أبيک!».

[5] تاريخ ابن عساکر (ترجمة الامام الحسين / تحقيق المحمودي): 194، رقم 249.

[6] تـأريـخ الطـبـري، 3:295 / والمـُلفـت للانـتـبـاه فـي هـذه الروايـة أيـضاً أنّ هذين الراويـيـن الاسـديـين في ختام هذه الرواية قالا: «ثمّ إنهما أخفيا کلامهما دوننا، فمازالا يتناجيان حـتي سمعنا دعاء الناس رائحين متوجهين إلي مني عند الظهر، فطاف الحسين بالبيت وبين الصفا والمـروة، وقـصّ مـن مشعره، وحلّ من عمرته، ثمّ توجّه نحو الکوفة، وتوجّهنا نحو الناس إلي مـنـي!» وهـذا خـلاف المـشـهـور فـي أنّ الامـام (ع) خـرج مـن مـکـّة أوائل الصـبـح يـوم التـرويـة، وخـلاف قـول الامـام الحـسـيـن نـفـسـه (ع): «.. فـإنـّي راحل مصبحاً..» فتأمّل!.

[7] الاخبار الطوال: 244.

[8] وهـو ديـنـار، وکـنـيـتـه أبـوسـعـيـد، ولقـّب بـعـقيصا لشعرٍ قاله، وعدّه جماعة من علماء الرجـال الشـيـعـة فـي اصـحـاب عـليّ(ع) وأصـحـاب الحـسـيـن (ع) (راجـع: مـعـجـم رجـال الحـديـث، 7:147 رقـم 4461 وتـنـقـيـح المـقـال، 1:419 ومـسـتـدرکـات عـلم الرجـال، 3:375) وقـد روي الصـدوق (ره) بـإسناده عنه، عن الحسين (ع) رواية شريفة عظيمة فـي الفـضـائل (راجـع: البـحار، 39: 239)، وروي عن الامام الحسن المجتبي (ع) ردّه علي من لامه عـلي صـلحـه مـع مـعـاويـة، ردّاً حـوي بـيـانـات مـهـمـة فـي الامـامـة وفـي القـائم (ع) (راجـع: کـمـال الديـن: 1:315، بـاب 29، رقم 2)، وفي ذلک دلالات علي حسن أبي سعيد عقيصا وکماله. قال المامقاني في ثنايا ترجمته لعقيصا: «.. وظاهره کونه إمامياً... لکن لم يرد فيه مدحٌ يُدرجه فـي الحـسان، فهو إماميُّ مجهول الحال.» (تنقيح المقال، 1:419). وقد عنونه الخطيب البغدادي بـلفـظ عـقـيـصـا، وروي عـنـه خـبـر العـيـن فـي طـريـق صـفـّيـن، وأنّ الراهـب قـال لامـيـر المـؤمـنـيـن (ع): «لايـسـتـخـرجـهـا إلاّ نـبـيُّ أو وصـيّ»، ونقل البغدادي عن يحيي بن معين أنه ذکر رشيد الهجري وحبة العرني والاصبغ بن نباتة بسوء المـذهـب!! وقـال: عـقـيـصـا شـرُّ مـنـهـم!! (تـاريـخ بـغـداد: 12:305). قـال التـسـتري تعليقاً علي کلام ابن معين: «ذنبهم عند يحيي تشيعهم «ومانقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد» (قاموس الرجال، 4:298).

أقـول: غـاية ما وصل إلينا عنه أنّه شيعيُّ، وأمّا عدالته، وسرّ عدم إلتحاقه بالامام الحسين (ع) فالتأريخ ساکت عنه، ولم يُعرف عنه شيء!.

[9] تاريخ الطبري، 3:295 والکامل في التاريخ، 2:546.

[10] کامل الزيارات: 72 وعنه البحار، 45:85، رقم 16.

[11] قد يُستفاد من قول ابن الزبير (ولوجئت الي مکّة) أنّ هذه المحاورة ليست من وقائع مکّة، غـيـر أنّ مـن المـحـتـمـل أيـضـاً أن يـکـون ابـن الزبـيـر قد شيّع الامام (ع) الي أطراف مکّة ثم قال له هذا القول فيکون معناه (لو عُدتَ الي مکّة)، وهذا ما تشعر به الرواية التي بعد هذه.

[12] تل أعفر: موضع من بلاد ربيعة (راجع: البحار: 45:86).

[13] کامل الزيارات: 73 وعنه البحار: 45:85 ـ 86، رقم 17.

[14] کامل الزيارات: 73 وعنه البحار: 45:86، رقم 18.

[15] اللهوف: 101.

[16] راجع: حياة الامام الحسين بن عليّ(ع) 3:52 عن مرآة الزمان في تواريخ الاعيان.