بازگشت

لماذا لم يلتحق عبدالله بن جعفر بالامام


لم نعثر ـ بحسب تتبعنا ـ علي من تأمّل في جلالة عبدالله بن جعفر(رض)، لا في كتبنا ولا في كتب السنّة، فكأنّ جلالة قدر عبدالله بن جعفر(رض) أمرٌ متسالم ومتّفق عليه.

فـالعـلاّمـة الحـلّي (ره) ـ عـلي سـبـيـل المـثـال لا الحـصـر ـ يـقـول فـيـه وفـي مـحمّد بن الحنفية رضوان الله عليهما: «والسيّد محمّد بن الحنفية وعبدالله بن جعفر وأمثالهم أجل قدراً وأعظم شأناً من اعتقادهم خلاف الحقّ وخروجهم عن الايمان...». [1] .

ويقول السيّد الخوئي (ره): «جلالة عبدالله بن جعفر الطيّار بن أبي طالب بمرتبة لا حاجة معها إلي الاطراء..». [2] .

ويـقـول الذهبي: «عبدالله بن جعفر، السيّد العالم.. كان كبير الشأن، كريماً جواداً، يصلح للامامة..» [3] .

ولا شـك أنّ المـتتبّع العارف بسيرة عبدالله بن جعفر(رض)، وبأخباره، وبمواقفه الجريئة في الدفـاع عـن الحـق ودحـض البـاطـل، وبـانقطاعه الي عمّه أمير المؤمنين عليّ(ع) والحسنين (ع) من بـعـده، وبـمـعـرفـتـه بـأئمـتـه الذين فرض ‍ الله طاعتهم وولايتهم، [4] وبعلاقته الحـميمة بالامام الحسين (ع) وبقربه منه، يقطع مطمئنّاً بأنّ هذا السيّد الهاشميّ الاماميّ الشجاع البـصـيـر المـنـقـطـع الي الامـام


الحـسـيـن (ع) كـان عـارفـاً بـفـرض امـتـثـال أمـر إمـامه (ع)، وبوجوب نصرته، فلابدّ أنّه كان معذوراً في عدم التحاقه بالركب الحـسـيـنـي، وكيف يتخلّف بلا عذرٍ وقد خرجت زوجته وابنة عمّه المكرّمة زينب الكبري بنت عليّ(ع)، وخرج ولداه ـ أو أولاده ـ مع الامام (ع) في رحلة الفتح بالشهادة!؟

إنّ من يواسي الامام (ع) بأعزَّ ما عنده من أهل بيته لابدّ وأن يكون تخلّفه عن الامام (ع) علي كُرْهٍ منه بسبب عُذر قاهر!

يـقـول المـامـقـانـي (ره): «وقد واساه بولده عون ومحمّد وعبدالله، قُتلوا معه بالطفّ لما كان هو معذوراً في الخروج معه.». [5] .

أمـّا مـا هـو عـذره في عدم الالتحاق بالامام (ع)، فإننا لم نعثر ـ مع تتبع غير يسيرـ علي مصدر يـشـخـّص نـوع هذا العذر، إلاّ ما وجدناه في كتاب (زينب الكبري) للمحقّق الشيخ جعفر النقدي، حـيـث يـقـول: «أمـّا عـدم خـروجـه مـع الحـسـيـن (ع) الي كـربـلاء فـقـد قيل إنه مكفوف البصر!». [6] .



پاورقي

[1] المسائل المهنائية: 38، المسألة 33.

[2] معجم رجال الحديث: 10:138، رقم 6751.

[3] سير أعلام النبلاء: 3:456.

[4] راجع: الخصال: 2:477، باب 12، رقم 41.

[5] تنقيح المقال: 2:173.

[6] زينب الکبري: 87.