بازگشت

اشارة


كـنـّا فـي آخـر الفـصـل الاول تـحـت عـنـوان (لمـاذا حـمـل الامـام (ع) النـسـاء والاطفال معه؟) قد تناولنا بعض ملامح الحكمة في قول الامام (ع) عن لسان النبيّ(ص): «فإنّ الله قد شاء أن يراك قتيلا!» و«إنّ الله قد شاء أن يراهنّ سبايا!»،


ونودُّ أن نشير هنا إلي:

1) ـ أنّ مـن أبـعـاد خـشـية الامام (ع) من اغتيال السلطة الاموية إيّاه في مكّة المكرّمة ـ إضافة الي جـمـيـع الابعاد التي مرَّ ذكرها فيما مضي في ثنايا هذا الكتاب ـ هو أنّ هناك روايات مأثورة عن النبيّ(ص) تندّد بالمقتول القرشيّ في مكّة، الذي تُنتهك وتستباح به حرمة البيت الحرام، وأنّ ذنوب هذا الرجل لو وزنت بذنوب الثقلين لوزنتها، وأنّ عليه نصف عذاب العالم، [1] ومـعـلوم أنّ السـلطـة الامـويـة سـوف تـطبّق هذه الروايات علي الامام الحسين (ع) لتستفيد منها إعلامياً في تنفير الناس من الامام (ع) فيما لو تمكّنت من قتله في مكّة المكرّمة.

2) ـ لم يـحـدّد الامـام (ع) في قوله: «أتاني رسول الله (ص) بعد مافارقتك» نوع هذا المجيء، هـل كـان فـي يـقظة أو في منام، وإنْ كانت النتيجة واحدة، لانّ رؤية الامام (ع) النبيّ(ص) في المـنـام كـرؤيـتـه فـي اليـقظة، ومستوي التكليف الذي يوجّهه واحد سواء في يقظة أو في منام، ولاينحصر هذا في رؤية الامام (ع) النبيّ(ص) بل يـشـمـل رؤيـة المـؤمـن النـبـي (ص) أيـضـاً، إذ قـد أُثـر عـنـه (ص) أنـه قـال: «مـن رآنـي فـي مـنـامـه فـقـد رآنـي، فـإنّ الشـيـطـان لايتمثّل في صورتي، ولافي صورة أحد من أوصيائي، ولافي صورة أحدٍ من شيعتهم، وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبّوة». [2] .

فـلا يـبقي مجال إذن للتشكيك بأنّ الثورة الحسينية وخروج الامام (ع) كانا قد


ارتكزا علي رؤيـا مـنـام لا اعـتـبـار لهـا! كـمـا تـسـطـّر ذلك بـعـض الاقـلام المـأجـورة والعقول الضعيفة. [3] .


پاورقي

[1] راجـع: سـيـر أعـلام النـبـلاء، 3:377؛ وانـظـر: قـامـوس الرجال، 6:354.

[2] البـحـار، 58:176؛ ولايـخـفـي أنّ قـوله (ص) قـد شـمل حتي رؤية المؤمن أحداً من أوصيائه (ع)، أو أحداً من شيعتهم رضوان الله تعالي عليهم؛ وقـد عـقد العلاّمة المجلسي (ره) باباً «في رؤية النبي (ص) وأوصيائه وسائر الانبياء في المنام» وفيه بيانات وتعاليق مهمة، فراجع: البحار، 58:234.

[3] انظر: کتاب شهيد آگاه: 174.