بازگشت

احتفاء الناس في مكة المكرمة بالامام


اسـتـقـبـل النـاس [1] فـي مـكـّة المـكـرّمـة خـبـر قـدوم الامـام الحـسـيـن (ع) اسـتـقـبـال البشري، واحتفوا به حفاوة بالغة، فكانوا يفدون ويختلفون إليه ويحوطونه دون غيره، إذ كان (ع) يومذاك بقيّة الرسول (ص) في هذه الامّة، وسيّد العرب والحجاز خاصة وسيّد المسلمين والعالم الاسلاميّ عامة، فما كان ثَمَّ مَن ينازعه يومذاك من الناس سموّ مرتبته وعلوّ مقامه وشرف منزلته في قلوب المسلمين.

يـقـول ابن كثير: «فعكف الناس علي الحسين يفدون إليه، ويقدمون عليه، ويجلسون حواليه، ويـسـتـمعون كلامه، حين سمعوا بموت معاوية وخلافة يزيد، وأمّا ابن الزبير فإنّه لزم مصلاّه عند الكعبة، وجعل يتردّد في غبون ذلك إلي الحسين في جملة الناس، ولايمكنه أن يتحرّك بشيء مـمـا فـي نـفـسـه مـع وجـود الحـسـيـن لمـا يـعـلم مـن تـعـظـيـم النـاس له وتـقـديـمـهـم إيّاه عليه.. بـل النـاس إنـّمـا مـيـلهـم إلي الحـسـيـن لانـّه السـيـّد الكـبـيـر وابـن بـنـت رسول الله (ص)، فليس علي وجه الارض يومئذٍ أحد يساميه ولايساويه..». [2] .


وقال الدينوري: «واختلف الناس إليه، فكانوا يجتمعون عنده حلقاً حلقاً، وتركوا عبدالله بن الزبـيـر، وكـانـوا قـبل ذلك يتحفّلون إليه، فساء ذلك ابن الزبير، وعلم أنّ الناس لايحفلون به والحسين مقيم بالبلد، فكان يختلف الي الحسين رضي الله عنه صباحاً ومساءً.». [3] .


پاورقي

[1] قـدّمـنـا فـي مـقـدّمـة هـذا الکـتـاب وفـي الفـصـل الاول أنّ المـراد بـالنـاس فـي النـصـوص التـي تـتحدث في حفاوة الناس في مکّة بالامام (ع) هم جـمـوع الوافـديـن مـن المـعـتـمـريـن والحـجـّاج ونـزر مـن أهـل مـکـّة قـليـل مـن الذيـن لايـحـمـلون بـغـضـاً لعـليّ وآل عـليّ(ع)، فـراجـع تفصيل هذه الحقيقة في موقعها هناک.

[2] البداية والنهاية، 8: 151.

[3] الاخبار الطوال: 229.