بازگشت

تفتيش دور الكوفة بحثا عن مسلم


وبـعـد أن آل أمـر مـولانـا مـسـلم بـن عقيل (ع) إلي أن يبقي وحيداً متخفياً قد تفرّقت عنه جموع من كـانـوا معه من أهل الكوفة، وبعد أن اطمأنّ عبيداللّه بن زياد إلي أنّ القوم قد تفرّقوا وأنّ المـسـجـد قـد خـلا تماماً من أنصار مسلم (ع)، عمد «ففتح باب السدّة التي في المسجد، ثمّ خرج فـصـعـد المـنـبـر وخـرج أصـحـابـه مـعـه، فـأمـرهـم فـجـلسـوا قـبـيـل العـتـمـة، وأمـر عـمـرو بـن نـافـع فـنـادي: ألا بـرئت الذمـّة مـن رجـل مـن الشـُرَط والعـرفـاء والمناكب أو المقاتلة صلّي العتمة إلاّ في المسجد. فلم يكن إلاّ


ساعة حـتـي امـتـلا المـسـجـد مـن الناس، ثمّ أمر مناديه فأقام الصلاة، وأقام الحرس خلفه وأمرهم بحراسته من أن يدخل عليه أحدٌ يغتاله، وصلّي بالناس، ثمّ صعد المنبر فحمد اللّه وأثني عـليـه، ثمّ قال: أمّا بعدُ، فإن ابن عقيل.. قد أتي ما قد رأيتم من الخلاف والشقاق، فبرئت ذمـّة اللّه مـن رجـل وجـدنـاه فـي داره، ومن جاء به فله ديته، إتّقوا اللّه عباد اللّه والزموا طاعتكم وبيعتكم، ولاتجعلوا علي أنفسكم سبيلاً.

يـاحـصـيـن بـن نـمـيـر، ثـكـلتـك أمـّك إن ضـاع بـاب سـكـّة مـن سـكـك الكـوفـة، أو خـرج هـذا الرجـل ولم تـأتـنـي بـه، وقـد سـلّطـتـك عـلي دور أهـل الكـوفـة، فـابـعـث مـراصـد عـلي أهـل السـكـك، وأصـبـح غـداً فـاسـتـبـرء الدور وجـس خـلالهـا، حـتـي تـأتـيـنـي بـهـذا الرجل..». [1] .


پاورقي

[1] الارشاد: 213؛ والاخبار الطوال: 240.