بازگشت

اضطهاد رجال المعارضة و حبسهم و قتلهم


«إنّ ابـن زيـاد لمـّا اطـّلع عـلي مـكـاتـبـة أهـل الكـوفـة الحسين (ع) حبس أربعة آلاف وخمسمائة رجـل مـن التـوابين من أصحاب أميرالمؤمنين وأبطاله الذين جاهدوا معه، منهم سليمان بن صرد وابـراهـيـم بـن مـالك الاشـتـر و... وفـيـهـم ابـطـال وشـجـعـان ولم يـكـن له سـبـيل الي نصر الحسين (ع) لانهم كانوا مقيّدين مغلولين وكانوا يوماً يطعمون ويوماً لا يُطعمون». [1] .

وينقل المحقّق الشيخ باقر شريف القرشي عن كتاب (المختار مرآة العصر الاموي) أنّ عدد الذين اعـتـقـلهـم ابـن زيـاد فـي الكـوفـة إثـنـا عـشـر ألفـاً، كـمـا ينقل عن كتاب (الدرّ المسلوك في أحوال الانبيأ والاوصيأ) أنّ من بين أولئك المعتقلين سليمان بن صرد الخزاعي، والمختار بن ابي عبيد الثقفي وأربعمائة من الوجوه والاعيان. [2] .


وذكـر الطـبـري أنّ ابـن زيـاد «أمـر أن يـُطـلب المـخـتـار وعـبداللّه بن الحارث، [3] وجعل فيهما جعلاً، فأُتي بهما فحبسا». [4] .

وقـال البـلاذري: «أمـر ابـن زيـاد بـحـبـسـهـمـا ــالمـخـتـار وابن الحارث بعد أن شتم المختار واسـتـعـرض وجـهـه بـالقـضـيـب فـشـتـر عـيـنـه، وبـقـيـا فـي السـجـن إلي أن قتل الحسين». [5] .

«ثمّ إنّ الحصين [6] ـ صاحب شرطة ابن زياد وضع الحرس علي أفواه


السكك، وتتبّع الاشـراف الناهضين مع مسلم، فقبض علي عبد الاعلي بن يزيد الكلبي، [7] وعمارة بن صلخب الازدي [8] فحبسهما، ثمّ قتلهما، وحبس جماعة من


الوجـوه اسـتـيـحـاشـاً مـنـهـم، وفـيهم الاصبغ بن نباتة، [9] والحارث الاعور الهمداني». [10] [11] .


پاورقي

[1] تنقيح المقال، 2: 63؛ وانظر: قاموس الرجال، 5: 280.

[2] راجـع: حـيـاة الامـام الحـسـيـن بـن عـلي (ع)، 2: 416؛ وقـال المـحـقـق القـرشـي: «وقـد اثارت هذه الاجراءات عاصفة من الفزع والهلع، لا في الکوفة فـحـسـب وإنـّمـا فـي جـمـيـع أنـحـأ العـراق، وقـد ابـتـعـد الکـوفـيـون عـن التـدخـل فـي أية مشکلة سياسية، ولم تبدُ منهم أية حرکة من حرکات المعارضة، وأيقنوا أن لاقـدرة لهـم عـلي الاطـاحـة بـالعـرش الامـويّ، وظـلّوا قـابـعين تحت وطأة سياطه القاسية» (نفس المصدر، 2: 416).

ولنـا تـأمـّل فـي هـذا القـول، ولعـلّنـا نـنـاقـشـه فـي فصل حرکة الامة من هذا الکتاب إن شأ اللّه تعالي.

[3] عـبداللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب: وهو الذي أنفذه الحسن (ع) إلي مـعـاوية، وله رواية عن رسول اللّه (ص) في فضل فاطمة، وهو الذي حبسه ابن زياد مع المختار وميثم. (مستدرکات علم رجال الحديث، 4: 508).

ولد فـي حـيـاة النـبـي (ص)، واجـتـمـع أهـل البـصـرة عـنـد مـوت يـزيـد عـلي تـأمـيـره عـليـهـم، وقـال الزبـيـر بـن بـکـّار: هـو ابـن أخـت مـعـاويـة بـن أبـي سـفـيـان وأسمها هند، اصطلح عليه أهـل البـصـرة فـأمـّروه عـنـد هـروب عـبـيـداللّه بـن زياد، وکتبوا إلي ابن الزبير بالبيعة له فـأقرّه عليهم، خرج هارباً من البصرة إلي عمان خوفاً من الحجّاج عند فتنة عبدالرحمن بن محمد بن الاشعث، فمات بها عام 84ه‍، (راجع: سير أعلام النبلأ، 1: 200)؛ وکان من سادة بني هاشم. (نفس المصدر، 3: 531).

[4] تأريخ الطبري، 3: 294.

[5] أنساب الاشراف، 5: 215؛ عنه مقتل الحسين (ع) للمقرّم: 157.

[6] الحـصـيـن بـن نـمـيـر: «مـلعـون خـبـيـث، من رؤسأ جند ابن زياد، وکان من أتباع معاوية»(الغـديـر، 10: 295)؛ وکـان مـأمـوراً مـن قـبـل يـزيـد لقـتـال ابـن الزبـيـر بـمـکـة. (البـحـار، 38: 193 ومـسـتـدرکـات عـلم رجال الحديث، 3: 221).

[7] عـبـد الا عـلي بـن يزيد الکلبي: فارس شجاع من الشيعة بالکوفة، بايع مسلماً وکان يـأخـذ البـيـعـة له وللحـسـيـن (ع)، فـلمـا قـُتـل مـسـلم حـبـسـه ابـن زيـاد، وأمـر بـقـتـله فقتل. (مستدرکات علم رجال الحديث،4:366).

قـال الطـبـري: «ثـمّ إنّ عـبـيـداللّه بـن زيـاد لمـّا قـُتـل مـسـلم بـن عـقـيـل وهـانـي بـن عـروة دعـا بـعـبدالاعلي الکلبي الذي کان أخذه کثير بن شهاب في بني فتيان، فـأُتـي به فقال له: أخبرني بأمرک. فقال: أصلحک اللّه، خرجت لانظر ما يصنع الناس، فـأخـذنـي کـثـيـر بـن شهاب. فقال له: فعليک وعليک من الايمان المغلّظة إن کان أخرجک إلا ما زعـمـت. فأبي أن يحلف! فقال عبيداللّه: انطلقوا بهذا إلي جبانة السبع فاضربوا عنقه. قال فانطلقوا به فضربت عنقه». (تأريخ الطبري 3:292).

وفي رواية أخري للطبري عن أبي مخنف قال: «حدّثني أبوجناب الکلبي أنّ کثيراً ألفي رجلاً مـن کـلب يـُقـال له عـبـد الا عـلي بـن يـزيـد قـد لبـس سـلاحـه يـريـد ابـن عـقـيـل فـي بـنـي فـتـيـان، فـأخـذه حـتـي أدخـله عـلي ابـن زيـاد، فـأخـبـره خـبـره، فقال لابن زياد: إنّما أردتک. قال: وکنت وعدتني ذلک من نفسک! فأمر به فحُبس». (تأريخ الطبري، 3: 287).

[8] عـمـارة بـن صـلخـب الازدي: ذکر أهل السير أنه کان فارساً شجاعاً، من الشيعة الذين بـايـعـوا مـسـلمـاً، وکـان يـأخـذ البـيـعـة للحـسـيـن (ع)، فـلمـّا تـخـاذل النـاس عـن مـسـلم أمـر ابـن زيـاد بـقـبـضه وحبسه، ثمّ بعد شهادته أمر بضرب عنقه فضرب رضوان اللّه عليه. (تنقيح المقال، 2: 323).

وقـال الطـبـري: «وخـرج محمد بن الاشعث حتي وقف عند دور بني عمارة، وجأه عمارة بن صلخب الازدي وهـو يـريـد ابـن عـقيل، عليه سلاحه، فأخذه فبعث به إلي ابن زياد فحبسه». (تاريخ الطـبـري، 3: 292)، ثمّ إنّ عبيداللّه ـبعد قتل مسلم وهاني «أخرج عمارة بن صلخب الازدي، وکان مـمـن يـريـد أن يـأتـي مـسـلم بـن عـقـيـل بـالنـصـرة ليـنـصـره، فـأُتـيَ به أيضاً عبيداللّه، فـقـال له: مـمـن أنـت؟ قـال: مـن الازد. قـال: انـطـلقوا به إلي قومه. فضربت عنقه فيهم». (تاريخ الطبري، 3: 292).

[9] الاصبغ بن نباتة: مشکور، من خواصّ أصحاب أميرالمؤمنين والحسنين (ع)، وروي عنه عـهـد الاشتر ووصيته إلي ابنه محمد بن الحنفية، وهو من شرطة الخميس الذين ضمنوا له الذبح وضـمـن لهـم الفـتـح. وعـدّه أمـيـرالمـؤمـنـيـن (ع) مـن ثـقـاتـه العـشـرة، وهـو الذي أعـانه علي غـسـل سـلمـان الفـارسي، وممن حمل سرير سلمان لمّا أراد أن يکلّم الموتي. وکان الاصبغ يوم صـفـيـن عـلي شرطة الخميس وقال لعلي (ع): قدّمني في البقية من الناس فإنک لاتفقد لي اليوم صـبـراً ولانـصـراً. قـال (ع): تـقـدّم بـاسـم اللّه والبـرکة. فتقدّم وأخذ رايته وسيفه فمضي بـالرايـة مـرتـجـزاً، فـرجع وقد خضب سيفه ورمحه دماً. وکان شيخاً ناسکاً عابداً، وکان إذا لقي القوم لايغمد سيفه، وکان من ذخائر علي، ممن قد بايعه علي الموت، وکان من فرسان العراق، وهـو الذي يـقـول: حفظت مائة فصل من مواعظ أميرالمؤمنين (ع)، وحفظت من خطاباته کنزاً لايزيده الانفاق إلاّ سعة وکثرة. (مستدرکات علم رجال الحديث، 1: 692).

[10] الحـارث الاعـور الهـمـدانـي: کـان مـن أوليـأ أمـيـرالمؤمنين، وعدّه عليّ(ع) من ثقاته العـشـرة، وعـن ابـن أبـي الحـديـد: وکـان أحـد الفـقـهـأ. تـوفـي عـام 65 ه‍. ق (مـسـتدرکات علم رجال الحديث، 2: 260).

«وعـن الطـبـري: کـان من مقدّمي أصحاب عليّ في الفقه والعلم بالفرائض والحساب» (قاموس الرجال، 3: 14).

وثّقه العامّة ومدحوه، ونقلوا الروايات عنه في الصحاح وغيرها. (الغدير، 11: 222).

[11] مقتل الحسين (ع) للمقرّم: 157.